بقلق: «ألا يمكن لهذا النجم أن يرتطم بأرضنا؟» فيتردى في وادي الأوهام (لقد ارتعد الأمريكان يوما من نجم مذنّب ظهر في السماء حتى هجر الكثيرون مساكنهم أثناء ساعات الليل).

نعم، رغم أن حاجات الإنسان تمتد إلى ما لا نهاية له من الأشياء، فرأسُ ماله في حُكم المعدوم. ورغم أنه معرَّض إلى ما لانهاية له من المصائب فاقتداره كذلك في حكم لا شيء، إذ إنّ مدى دائرتَي رأس ماله واقتداره بقدر ما تصل إليه يدُه، بينما دوائر آماله ورغائبه وآلامه وبلاياه واسعة سعة مدِّ البصر والخيال.

فما أحوجَ روحَ البشر العاجزة الضعيفة الفقيرة إلى حقائق العبادة والتوكل، وإلى التوحيد والاستسلام! وما أعظمَ ما ينال منها من ربح وسعادة ونعمة! فمَن لم يفقِد بصرَه كليا يرَ ذلك ويُدركه. إذ من المعلوم أن الطريق غير الضار يُرجَّح على الطريق الضار حتى لو كان النفعُ فيه احتمالا واحدا من عشرة احتمالات. علما أن مسألتنا هذه، طريق العبادة، فمع كونه عديمَ الضرر، واحتمالُ نفعِه تسعة من عشرة، فإنه يعطينا كنـزا للسعادة الأبدية، بينما طريق الفسق والسفاهة -باعتراف الفاسق نفسه- فمع كونه عديم النفع فإنه سبب الشقاء والهلاك الأبديين، مع يقين للخسران وانعدام الخير بنسبة تسعة من عشرة. وهذا الأمر ثابت بشهادة ما لا يحصى من «أهل الاختصاص والإثبات» بدرجة التواتر والإجماع. وهو يقين جازم في ضوء إخبار أهل الذوق والكشف.

نحصل من هذا:

أن سعادة الدنيا أيضا -كالآخرة- هي في العبادة وفي الجندية الخالصة لله.

فعلينا إذن أن نردد دائما:

 «الحمد لله على الطاعة والتوفيق»

 وأن نشكرَه سبحانه وتعالى على أننا مسلمون.

Ekranı Genişlet