أما تلك التذكرة فهي الصلاة التي لا تستغرق خمسُ صلوات مع وضوئها أكثر من ساعة!
فيا خسارةَ مَن يصرف ثلاثا وعشرين من ساعاته على هذه الحياة الدنيا القصيرة ولا يصرف ساعةً واحدة على تلك الحياة الأبدية المديدة! ويا له من ظالم لنفسه مبين! ويا له من أحمقَ أبله!
لئن كان دفعُ نصف ما يملكه المرءُ ثمنا لقمار اليانصيب -الذي يشترك فيه أكثرُ من ألف شخص- يُعدّ أمرا معقولا، مع أن احتمال الفوز واحد من ألف، فكيف بالذي يحجم عن بذل واحدٍ من أربعة وعشرين مما يملكه في سبيل ربح مضمون، ولأجلِ نَيل خزينة أبدية،
باحتمال تسع وتسعين من مائة.. ألَا يُعدّ هذا العمل خلافا للعقل ومجانبا للحكمة؟ ألَا يدرك ذلك كلُّ من يعدّ نفسَه عاقلا؟
إن الصلاة بذاتها راحة كبرى للروح والقلب والعقل معا. فضلا عن أنّها ليست عملا مرهقا للجسم. وفوق ذلك فإن سائر أعمال المصلي الدنيوية المباحة ستكون له بمثابة عبادة لله، وذلك بالنية الصالحة، فيستطيع إذن أن يحوّل المصلي جميعَ رأسِ مال عمره إلى الآخرة، فيكسبُ عمرا خالدا بعمره الفاني.