أنواع الإمكان

باسمه سبحانه

ايها المستخلف المبارك

للإمكان انواع واقسام هي:

الإمكان العقلي والإمكان العرفي والإمكان العادي.

فان لم تكن الحادثة الواقعة ضمن الامكان العقلي، فانها تردّ وترفض. وان لم تكن ضمن الإمكان العرفي ايضاً فإنها تكون معجزة، ولاتكون كرامةً بيسر.

وان لم تكن لها نظير عُرفاً وقاعدةً فلا تقبل إلاّ ببرهان قاطع بدرجة الشهود.

فبناءً على هذا، فان الاحوال الخارقة للعادة المروية عن السيد احمد البدوي (قدس سره)(1)

الذي لم يذق طعاماً طوال اربعين يوماً، انما هي ضمن دائرة الامكان العرفي، وتكون كرامة له، بل ربما هي عادة خارقة له.

نعم ! ان روايات متواترة تنقل عن السيد احمد البدوي (قدس سره) أنه اثناء استغراقه الروحاني كان يأكل كل اربعين يوماً مرة واحدة.

فالحادثة وقعت فعلاً، ولكن ليست دائماً، وانما حدثت بعض الاحيان من قبيل الكرامة.

وهناك احتمال ان حالته الاستغراقية كانت غير محتاجة الى طعام، لذا اصبحت بالنسبة اليه في حكم العادة.

وقد رويت حوادث كثيرة موثوقةً من هذا النوع من الاعمال الخارقة عن اولياء كثيرين من امثال السيد احمد البدوي (قدس سره).

فان كان الرزق المدّخر يدوم اكثر من اربعين يوماً - كما اثبتنا في النقطة الاولى - وان الانقطاع عن الطعام طوال تلك الفترة من الامور الممكنة عادةً،

وانه قد رويت تلك الحالات روايات موثوقة من اشخاص افذاذ، فلابد الاّ تُنكر قطعاً.(*)

_______________

(1) السيد البدوي: 596ـ 675هـ / 1200 ـ 1276م احمد بن علي بن ابراهيم الحسيني، أبو العباس البدوي.المتصوف، صاحب الشهرة في الديار المصرية. أصله من المغرب، ولد بفاس، وطاف البلاد وأقام بمكة والمدينة، ودخل مصر في ايام الملك الظاهر بيبرس، فخرج لاستقباله هو وعسكره، وانزله في دار ضيافته، وزار سورية والعراق سنة 634هـ وعظم شأنه في بلاد مصر فانتسب الى طريقته جمهور كبير بينهم الملك الظاهر. وتوفي ودفن في طنطا حيث تقام في كل سنة سوق عظيمة يفد إليها الناس من جميع انحاء القطر المصري احتفاءاً بمولده، لم يذكر له مترجموه تصنيفاً غير "حزب - مخطوط -"و"وصايا" و"صلوات". وقد افرد بعضهم سيرته في كتب، منها كتاب»السيد البدوي« لمحمد فهمي عبداللطيف. (الاعلام للزركلي 1/175). ـ المترجم.

(*) كليات رسائل النور- اللمعة الثانية عشرة - ص: 99

 

قرئت 200 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد