أُضحي بكل شئ في سبيل النور
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
اخوتي الاعزاء الصديقين!
نبارك من كل قلوبنا وارواحنا حلول شهر رمضان المبارك ونسأله تعالى ان يجعل ليلة القدر لكم خيراً من ألف شهر. آمين.. ويقبلها سبحانه منكم في حكم ثمانين سنة من العمر المقضي بالعبادة.. آمين.
ثانياً: انني اعتقد ان بقاءنا هنا إلى العيد فيه خير كثير وفوائد جمة. إذ لو اُفرج عنا لحُرمنا من خيرات هذه المدرسة اليوسفية، فضلاً عن اننا سننشغل بامور دنيوية في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الذي هو شهر اُخروي بحت، وهذا مما يخل بحياتنا المعنوية.
اذن فالخير فيما اختاره الله، وستكون ان شاء الله افراح كثيرة وخيرات اكثر. لقد علمتم ايضاً يا اخوتي في المحكمة انهم لا يستطيعون وجدان شئ علينا حتى بقوانينهم انفسهم، لذا يتشبثون بامور جزئية جداً لاتمسُ القانون بشئ ولو بقدر جناح بعوضة فينقبون في مكاتب جزئية وامور جزئية خاصة جداً، حيث لا يجدون من المسائل النورية العظيمة وسيلة تكون سبباً للتعرض لنا.
ثم ان لنا مصلحة أخرى وهي انهم ينشغلون بشخصي الذي لا اهمية له فيهوّنون من شأني بدلا من انشغالهم بطلاب النور الكثيرين ورسائل النور الواسعة الانتشار. فلا يسمح القدر الالهي لهم بالتعرض لطلاب النور ورسائل النور بل يشغلهم بشخصي فحسب، وانا بدوري ابيّن لكم ولجميع اصحابي واصدقائي:
انني ارضى بجميع المشقات الآتية على شخصي وبكل سرور وامتنان وبكل ما املك من روح وجسد بل حتى بنفسي الأمارة، في سبيل سلامة رسائل النور وسلامتكم انتم. فكما ان الجنة ليست رخيصة فان جهنم كذلك ليست زائدة عن الحاجة.
ولما كانت الدنيا ومشقاتها فانية وماضية عابرة بسرعة، فإن المظالم التي ينزلها بنا اعداؤنا المتسترون سننتقم منهم ونأخذ ثأرنا بأضعاف اضعافها بل بمائة ضعف، وذلك في المحكمة الكبرى وجزء منها في الدنيا.
فنحن بدلاً من الحقد والغضب عليهم نأسف على حالهم.
فما دامت الحقيقة هي هذه، فعلينا التوكل على الله والاستسلام لما تجري به المقادير الإلهية والعناية الإلهية التي تحمينا، مندون ان يساورنا القلق. مع اخذ الحذر، والتحلي بالصبر الجميل والشكر الجزيل، وشدّ اواصر المحبة ووشائج الالفة والمسامرة المباركة مع اخوتنا هنا في الايام المباركة لهذا الشهر المبارك شهر رمضان، وقضائه في جوّ من الاخوة الخالصة والسلوان الجميل والترابط الوثيق، والانشغال بالاوراد في هذا الشهر الذي يرفع الثواب إلى الالف، ومحاولة عدم الاكتراث بهذه المضايقات الجزئية العابرة الفانية بل الانهماك بدروسنا العلمية، وذلك حظ عظيم يؤتيه الله من يشاء.
هذا وان دروس النور المؤثرة تأثيراً جيداً في هذا الامتحان العسير واستقراءها حتى للمعارضين فتوحات نورية لها اهميتها وقيمتها.
حاشية: ان انكار بعض اخواننا كونه طالباً من طلاب النور دون ما حاجة إلى ذلك ولاسيما (...) وسترهم لخدماتهم النورية الجليلة السابقة من دون ضرورة، رغم انه عمل سئ. الاّ ان خدماتهم السابقة تدعونا إلى الصفح عنهم وعدم الاستياء منهم. (*)
___________________________
(*) كليات رسائل النور - الشعاعات/557