الاحتجاج بالقدر

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً إنا اعتدنا للكافرين سلاسل وأغلالاً وسعيراً } .(الانسان 2-3-4)

{ ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها , قد أفتح من ذكاها وقد خاب من دساها } (سورة الشمس / 7-10)

{ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا } (الفتح 11)

{ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) (التكوير)

«.. واعلم أنَّ الأمةَ لو اجتمعت على أنْ ينفعوكَ بشيءٍ لم ينفعوكَ إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لكَ، وإنْ اجتمعوا على أنْ يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلاَّ بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ عليكَ»   رواه الترمذي2518-2516.

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

الاحتجاج بالقدر

اعلم!انه كثيراً ما اصادف الغافلين وهم يتحججون بمسألة القدر، ويتعمقون في مسألة الجزء الاختياري، وخلق الافعال.. مع انهم بلسان غفلتهم ينكرون القدر رأساً ويعطون الازمّة ليد التصادف، يتوهمون انفسهم فاعلين على الاطلاق، ويقسمون مال الله وصنعه على ابناء جنسهم وعلى الاسباب. فالنفس الكافرة او الغافلة في وقت الغفلة تسلب الكل باطناً وان اثبتت ظاهراً. والمؤمنة العارفة تثبت الكلَّ له ايماناً واذعاناً؛ فهاتان المسألتان في الكلام، غايتان لحدود التوكّل والايمان، ولمراقي التوحيد والاسلام، لاهل الصحو والحضور من العارفين، وبرزخ حاجز[1]. فاين انتم ايها الغافلون المتفرعنون في انانيتكم؟ واين التحقق بهاتين المسألتين ! فان ترقيت في المحوية والعبودية الى درجة نفي الجزء الاختياري، والى مقام احالة كل شئٍ على القَدرَ، فلا بأس عليك، اذ فيك نوعٌ من السكر؛ اذ هما حينئذٍ من المسائل الايمانية الحالية، لا العلمية التصورية.. (*)

________________________________________

(1) وبرزخ حاجز لأهل الغفلة

(*) المثنوي العربي النوري - ص: 375

قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد