الافتقار الى حاجات مختلفة

 

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

نشاهد في الموجودات جميعها ولا سيما الأحياء منها إفتقاراً الى حاجات مختلفة ومطاليب متنوعة لا تحصى.. وان تلك الحاجات تُساقُ اليها من حيث لا تحتسب، وتلك المطاليب تترى عليها كُلٌ في وقته المناسب.. علماً بأنَّ أيدي ذوي الحاجة تقصر عن بلوغ أدنى حاجاتها فضلاً عن أوسع غاياتها ومقاصدها.. فإن شئتَ فتأمل في نفسك تجدها مغلولة الأيدي إزاء كثير مما يلزم حواسك الظاهرة، أو يشبع رغباتك الباطنة.. فقس على نفسك نفوس جميع الأحياء، وتأمل فيها تجد أن كل كائن منها يشهد بفَقره وحاجاته المقضيّة من غير حول منه ولا قوة على الواجب الوجود، ويشير بهما الى وحدانيته سبحانه وتعالى، كما يدل عليه بمجموعه كدلالة ضوء الشمس على الشمس نفسها ويبين للعقل المنصف أنه سبحانه في منتهى الكرم والرحمة والربوبية والتدبير.

فما أبغض جهلك.. وألعنَ غفلتك.. أيها الجاهل الغافل المكابر.. كيف تفسر هذه الفعالية الحكيمة والبصيرة والرحيمة؟!

أبالطبيعة الصماء؟ أم بالقوة العمياء؟ أم بالمصادفة العشواء؟ أم بالأسباب الجامدة العاجزة؟(*)

_____________

(*) كليات رسائل النور - الكلمة الثالثة والثلاثون - ص: 784

 

قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد