الموت ليس مرعباً كما يُتوهم

باسمه سبحانه

ايها المستخلف المبارك

الموت ليس مرعباً كما يُتوهم

يشير الى ذلك بديع الزمان النورسي في اللوامع من كتابه الكلمات فيقول : 

(( الموت تبديل مكان وتحويل موضع وخروج من سجن الى بستان. فليطلب الشهادة من يريد الحياة . والقرآن الكريم ينص على حياة الشهيد.

الشهيد الذي لم يذق ألم السكرات يُعدّ نفسه حياً. وهو يرى نفسه هكذا، الاّ أنه يجد حياته الجديدة نزيهة طاهرة اكثر من قبل، فيعتقد انه لم يمت. والنسبة بين الاموات والشهداء شبيهة بالمثال الآتي:

رجلان يتجولان في الرؤيا في بستان زاهر جامع لأنواع اللذائذ.

احدهما يعرف ان الذي يراه هو رؤيا، لذا لا يستمتع كثيراً، وربما يتحسر. والآخر يظن ان ما يراه في الرؤيا حقيقة في عالم اليقظة فيستمتع ويتلذذ حقيقة.

الرؤيا ظلُ عالم المثال، وعالم المثال ظلُ عالم البرزخ، ومن هنا تتشابه دساتير هذه العوالم )). (*)

ذكر ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون } (1) (( "وقد قال الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه : حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن عبد الله بن مرة ، عن مسروق قال : سألنا عبد الله عن هذه الآية : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال : " أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ فقالوا : أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟ "(2)

ثم يذكر بعدها حديث آخر فقال : " وقد روينا في مسند الإمام أحمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضا فيها ، وتأكل من ثمارها ، وترى ما فيها من النضرة والسرور ، وتشاهد ما أعده الله لها من الكرامة ، وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم ، اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة ، فإن الإمام أحمد ، رحمه الله ، رواه عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ، رحمه الله ، عن مالك بن أنس الأصبحي ، رحمه الله ، عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة ، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه " قوله : " يعلق " أي : يأكل .

وفي هذا الحديث : " إن روح المؤمن تكون على شكل طائر في الجنة " .

وأما أرواح الشهداء ، فكما تقدم في حواصل طير خضر ، فهي كالكواكب بالنسبة إلى أرواح عموم المؤمنين فإنها تطير بأنفسها")).(3)

وكأن روح المؤمن تتنعم بمشاهدة الجنة بينما الشهيد يتجول بروحه في رياض الجنة

فطوبى لمن مات على الايمان والشهادة فكلا النزلين تخلص للروح من قيود الابدان لتسكن سعادة حياة البرزخ  فتقيم في روضة من الجنة الى ان تخلد في تلك الجنان 

 

اللهم توفنا على الإيمان واجعلنا من أهل الجنة

برحمتك يا ارحم الراحمين

 

وصلى افضل صلاتك على شفيع مخلوقاتك  سيدنا محمد

وعلى آله وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك

 كلما ذكره الذاكرون

او غفل عن ذكره

 الغافلون

____________________________________

(*)الكلمات- اللوامع - ص: (861)

(1) آل عمران  (169)

(2) تفسير ابن كثير 1/376 طبعة دار احياء التراث

(3) تفسير ابن كثير 1/377 طبعة دار احياء التراث

 

 

 

قرئت 33 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد