النورسي إنقلابه الفكري
النورسي
بديع الزمان
إنقلابه الفكري : 1899م (1316هـ )
إنه لجدير بالأهمية والتأمل، ان مؤلف رسائل النور قد حدث له انقلاب مهم في حوالي سنة 1899م ( 1316هـ) إذ كان يهتم بالعلوم المتنوعة إلى هذا التأريخ لاجل استيعاب العلوم والتنور بها. أما بعده فقد علم من الوالي المرحوم طاهر پاشا ان أوروبا تحيك مؤامرة خبيثة حول القرآن الكريم، إذ سمع منه ان وزير المستعمرات البريطاني [1] قد قال:
ما دام هذا القرآن بيد المسلمين فلن نحكمهم حكماً حقيقياً، فلنسع إلى نزعه منهم. فثارت ثائرته واحتدّ وغضب.. وغيّر إهتمامه من جراء هذا الانقلاب الفكري فيه.. جاعلاً جميع العلوم المتنوعة المخزونة في ذهنه مدارج للوصول إلى إدراك معاني القرآن الكريم واثبات حقائقه. ولم يعرف بعد ذلك سوى القرآن هدفاً لعلمه وغاية لحياته. واصبحت المعجزة المعنوية للقرآن الكريم دليلاً ومرشداً واستاذاً له [2] حتى انه أعلن لمن حوله: لأبرهننّ للعالم بأن القرآن شمس معنوية لا يخبو سناها ولا يمكن إطفاء نورها. (*)
________________________________________
[1] وليم جلادستون (1809 - 1898 م) تقلد مناصب وزارية متعددة، تعمق في دراسة الدين فكان مؤلفه الأول (الدولة وعلاقتها بالكنيسة). عيّن رئيساً للوزراء أربع مرات. ألغى الكنيسة الايرلندية.(باختصار عن: الموسوعة العربية الميسرة)
[2] الشعاع الأول. وقد ذكر مصطفى صونغور لي مرارا ما سمعه من استاذه :" لقد اصبح ما يقرب من تسعين كتاباً حفظته مدارج للصعود الى حقائق القرآن الكريم. ولما بلغت تلك الحقائق شاهدت ان كل آية كريمة تحيط بالكون وتستوعبه. فلقد كفاني القرآن الكريم مراجعة اي شئ آخر" ( ش/ 81) (ب/ 119).
(*) السيرة ذاتية - ص: 65