ان الاشياء مكتوبة باحوالها قبل وجودها وبعده
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
{ ولا رطبٍ ولا يابسٍ إلاّ في كتابٍ مبين}(الانعام: 59)
{وكلَّ شيء أحصيناه في إمام مبين} (يس:12)
{لا يَعزُبُ عنه مثقالُ ذرةٍ في السموات ولا في الارض ولا أصغرُ من ذلك ولا أكبرُ إلاّ في كتاب مبين} (سبأ: 3)
وامثالها من الآيات الكريمة التي تفيد:
ان الاشياء جميعها وباحوالها كلها، مكتوبة، قبل وجودها وبعد وجودها، وبعد ذهابها من الوجود.
نبين أمام الانظار ما يأتي ليصل القلب الى الاطمئنان:
ان البارئ المصور الجليل سبحانه يدرج فهارس وجود ما لا يحد من المخلوقات المنسقة وتواريخ حياتها ودساتير اعمالها، يدرجها درجاً معنوياً محافظاً عليها في بذور ونوى واصول تلك المخلوقات، على الرغم من تبديلها في كل موسم، على صحيفة الارض كافة، ولا سيما في الربيع. كما انه سبحانه يدرجها بقلم القدر نفسه درجاً معنوياً بعد زوال تلك المخلوقات في ثمراتها وفي بذيراتها الدقيقة، حتى انه سبحانه يكتب كل ما هو رطب ويابس من مخلوقات الربيع السابق في بذورها المحدودة الصلبة كتابة في غاية الاتقان ويحافظ عليها في منتهى الانتظام. حتى لكأن الربيع بمثابة زهرة واحدة وهي في منتهى التناسق والابداع، تضعها يد الجميل الجليل على هامة الارض ثم يقطفها منها.
ولما كانت الحقيقة هي هذه، أليس من العجب أن يضل الانسان اعجب ضلالة، وهي اطلاقه اسم الطبيعة على هذه الكتابة الفطرية، وهذه الصورة البديعة، وهذه الحكمة المنفعلة المسطرة على وجه الارض كافة والتي هي انعكاس لتجلٍ من تجليات ما سُطّر في اللوح المحفوظ الذي هو صحيفة قلم القدر الإلهي! أليس من العجب أن يعتقد الانسان بالطبيعة وانها مؤثرة ومصدر فاعل؟
اين الحقيقة الجلية مما يظنه اهل الغفلة؟. اين الثرى من الثريا؟(*)
____________________
(*) كليات رسائل النور - الكلمة الرابعة عشرة - ص: 186
- اثبات التوحيد الكلمة العاشرة وهو [على كل شئ قدير]
- احدى نكات اسم الله الفرد
- لا تحاولوا تقليد الافرنج
- استناد كل شيء الى اسم من الاسماء الحسنة
- احدى نكات اسم الله القيوم
- امثلة مشهودة على الحشر
- البعث بعد الموت
- احدى نكات اسم الله الحكم
- انتصار القلب على الفلسفة بامداد حكمة القران
- اثبات التوحيد الكلمة الرابعة [له الملك]