ان الكافر شأنه شأن النعامة

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾

[ سورة الفرقان: 44 ]

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

ان الكافر شأنه شأن النعامة    

والخلاصة:ان الكافر شأنه شأن النعامة فهو حينما يرى الموت والزوال عَدَماً يحاول أن ينقذ نفسه من تلك الآلام بالتمسك والتشبث بما أخبر به القرآن الكريم والكتب السماوية جميعها اخباراً قاطعاً من "الايمان بالآخرة" والذي ولّد عنده احتمالاً للحياة بعد الموت.

واذا ماقيل له: فما دام المصير الى عالم البقاء، فلِمَ اذاً لاتؤدي الواجبات التي يفرضها عليك هذا الايمان كي تسعد في ذلك العالم؟.

يجيب من زاوية كفره المشكوك: ربما ليس هناك عالم آخر، فلِمَ اذن أرهق نفسي؟!. .بمعنى انه ينقذ نفسه من آلام الاعدام الأبدي في الموت بما وعَد القرآن بالحياة الباقية، فعندما تواجهه مشقّة التكاليف الدينية، يتراجع ويتشبث باحتمالات كفره المشكوك ويتخلص من تلك التكاليف.

أي ان الكافر - من هذه الزاوية - يظن أنه يتمتع اكثر من المؤمن في حياته الدنيا، لأنه يفلت من عناء التكاليف الدينية باحتمالات كفره، وفي الوقت نفسه لايدخل تحت قساوة الالام الابدية باحتماله الأيماني. ولكن هذا في واقع الحال مغالطة شيطانية مؤقتة تافهة بلا فائدة.

ومن هنا يتضح كيف أن هناك جانباً من الرحمة الشاملة للقرآن الكريم حتى على الكفار، وذلك بتشكيكه اياهم في كفرهم المطلق. فنجّاهم - الى حَدّ م - من حياة

كالجحيم وجعلهم يستطيعون العيش في الحياة الدنيا بنوعٍ من الشك في كفرهم المطلق، وإلا كانوا يقاسون آلاماً معنوية تذكّر بعذاب الجحيم وقد تدفعهم الى الانتحار.

فيا اهل الايمان! احتموا بحماية القرآن الكريم الذي انقذكم من العدم المطلق ومن جحيم الدنيا والآخرة بكل يقين وثقة واطمئنان، وادخلوا بالتسليم الكامل في الظلال الوارفة للسّنة المحمدية بكل استسلام واعجاب.. وانقذوا انفسكم من شقاء الدنيا وعذاب الآخرة..

____________________________

(*)اللمعات الاشارة التاسعة  اللمعة الثالثة عشر ص 123

قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد