اُودع شؤوني إليكم

 

رسائل من سجن أفيون

اُودع شؤوني إليكم:

اخوتى الاعزاء الاوفياء!

لقد اودعت جميع اعمال الدفاع إلى طلاب النور الاركان الذين قدموا والذين سيقدمون إلى هنا وذلك بناء على سببين مهمين وباخطار قوى، فاضطررت إلى هذا الأمر قلباً. اودعها بخاصة إلى كل من خسرو، رأفت، طاهر، فيضى، صبرى.

السبب الأول: لقد علمت قطعاً من دائرة التحقيق، ومن امارات عديدة، انهم يحاولون احداث مشكلات ضدى، بكل ما لديهم من قوة، والتهرب من ظهورى وغلبتى عليهم فكراً، ولهم في ذلك إشعار رسمي. فكأنني اذا تكلمت بشئ فسأبين قدرة علمية وقابلية سياسية بحيث ألزم المحاكم الحجة واُسكت السياسيين، لاجل ذلك يمنعوني عن الكلام بمعاذير واهية. حتى انني أثناء التحقيق اجبت عن أحد الاسئلة قائلاً: لا اتذكر. فتعجب الحاكم وحار في الأمر وقال: كيف ينسى شخص مثلك يملك ذكاءً وعلماً فوق المعتنعم! انهم يعتقدون ان رفعة شأن رسائل النور وتحقيقاتها العلمية الدقيقة من بنات أفكارى. ومن هنا يأخذهم العجب والحيرة، فلا يريدونني ان اتكلم مع أحد، وكأن كل من يقابلني ويواجهني سيكون مباشرة طالباً غيوراً من طلاب النور! ولهذا يمنعونني من المقابلة والمواجهة مع أي أحد كان. حتى ان رئيس الشؤون الدينية قال: (كل من يقابله ينجذب اليه، ان جاذبيته قوية).

بمعنى ان مصلحتنا تقتضي ان اودع شؤوني اليكم الآن. وما لديكم من دفاعاتي القديمة والجديدة تشترك بدلاً عني في مشاوراتكم بعضكم مع بعض، فهي كافية لهذا الأمر.(1)(*)

 

____________________

(1) الشعاعات/537

(*) كليات رسائل النور- سيرة ذاتية ص:419 

قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد