علاقة الطلاب بالأستاذ

 

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

سأبين لكم وجهة نظري - بما يفيدكم - حول العلاقات القائمة بين الأستاذ والطلاب وزملاء الدرس، وهي:

انتم يا اخوتي، طلابي - بما هو فوق حدّي - من جهة، وزملائي في الدرس من جهة أخرى، ومساعديّ واصحاب الشورى من جهة أخرى.

اخوتي الأعزاء!

ان أستاذكم ليس معصوماً من الخطأ، بل من الخطأ الاعتقاد انه لا يخطئ.

ولكن وجود تفاح فاسد في بستان لا يضر بالبستان، ووجود نقد مزوّر في خزينة لا يسقط قيمة الخزينة.

ولما كانت السيئة تعدّ واحدة بينما الحسنة بعشر أمثالها، فالإنصاف يقتضي:

عدم الإعتراض وتعكير صفو القلب تجاه الحسنات، إذا ما شوهدت سيئة واحدة وخطأ واحد.

وحيث ان المسائل التي تخص الحقائق، والمسائل الكلية والتفصيلات هي من قبيل السانحات الإلهامية بصورة عامة، فلا غبار عليها قطعاً وهي يقينية.

أما مراجعتي لكم فيما يخص تلك المسائل واستشارتي لكم حولها، فهي في نمط تلقيكم لها، وليست لكونها حقيقة وحقاً أم لا؟ فلا تردد لي قطعاً من كونها حقيقة. الا ان الإشارات التي تعود إلى المناسبات التوافقية ترد بصورة مطلقة ومجملة وكلية إذ هي سانحات إلهامية. ولكن احياناً يختلط ذهني القاصر، فيخطئ فتظل التفاصيل والتفرعات ناقصة. فخطأي في هذه التفرعات لا يورث ضرراً للأصل وما هو بحكم المطلق.

وحيث اني لا أجيد الكتابة، ولا يتيسر وجود الكاتب لدي دائماً، تظل التعابير مجملة وعلى صورة ملاحظات ليس الا، فتستشكل على الفهم.

اعلموا يا اخوتي ويا رفقائي في الدرس!

إنني اسرّ ان نبهتموني بكل صراحة لأي خطأ ترونه عندي. بل اقول: ليرضَ الله عنكم إذا قلتموه لي بشدة. إذ لا ينظر إلى أمور أخرى بجانب الحق. إنني مستعد لقبول أية حقيقة كانت يفرضها الحق، وان كنت أجهلها ولا اعرفها فأقبلها وأضعها على العين والرأس ولا أناقشها وان كانت مخالفة لأنانية النفس الأمارة.

اعلموا! ان هذه الوظيفة الإيمانية وفي هذا الوقت جليلة ومهمة. فلا ينبغي لكم ان تضعوا هذا الحمل الثقيل على كاهل شخص ضعيف مثلي، وقد تشتت فكره. بل عليكم معاونته قدر المستطاع.(1)(*)

 

______________________________

(1)الملاحق - بارلا/62

(*) كليات رسائل النور – سيرة ذاتية ص:249

قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد