عمَ يبحث القران الكريم والرسول الاكرم
القران الكريم والاحاديث الشريفة فيهما حقائق الكون والخلق واسس الحكمة
السؤال :
عمَ يبحث القران الكريم والرسول الاكرم عليه الصلاة والسلام
الجواب :
اعلم!ان القرآن والمنَزل عليه القرآن يبحثان عن مسائل عظيمة، ويثبتان حقائق جسيمة.ويبنيان اساسات واسعة. كامثال
اثبات وحدانية مَنْ يطوي السَـماء (كَطَيّ السِجل لِلكُتُبِ)(1)
(والارضُ جميعاً قَبْضَتُهُ يوم القيمة والسموات مطويات بيمينه). (2)
(ومَا امْرُ السَّاعة الاَّ كَلَمْحِ البَصَرٍ) (3)
بالنسبة اليه. (وتُسَبحُ لَهُ السَّمواتُ السَّبْعُ والارضُ ومَنْ فيهن) (4)
(وخَلَقَ السَّمَواتِ والارْضَ في سِتَةِ اَيَّامِ) (5)
(ويُحْيي الارْضَ بَعْدَ مَوْتِها) (6)
ويحشر في تلك الاحياء ازيد من ثلاثمائة الف حشر ونشر وقيامات، باحياء انواع النباتات والحيوانات، وكتابتها على صحيفة الارض في نهاية الاختلاط والاشتباك، مع غاية التمييز بلا خبط ولا غلط. مع انّ حشر واحد من تلك القيامات المشهودة ليس بأهون من حشر طائفة الانسان، اذ يزيد عدد طائفة واحدة من طوائف الذباب الذي يوجد في عمر سنة على عدد الانسان في عمر الدنيا.
وكذا يقولان: (الله خالِقُ كُلّ شَئٍ وهُوَ عَلى كُلِّ شَئٍ وكيل _ له مَقَاليدُ السَّمــوات والارْض) (7)
و(خلَقَكُم وَما تَعْملُونَ) (8)
(وأعدّ للكافرينَ عذاباً اليماً) (9)
ويقولان: (ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّة شراً يَرَهُ) (10)
وهكذا من عظائم المسائل المبرهنة المهمة، فليس نظرهما في الكائنات كنظر الفنون الفلسفية والعقول الانسانية، بل مَثَلهما كمثل من يعرّفك صنعةً لتعريف صانعه، والمصنوعُ في قبضته يقلّبه، ويريك باطنه وصحائفه وتلافيفه وغايات جهازاته عند صانعه، ويعلّمك كتاباً بمعانيه واشاراته.. ومثلُ الانسان وفلسفته كمثل من يعرّفك مصنوعاً بعيداً من يدكما ومن فهمكما - وانما يصل نظركما الى سطحه ولا ينفذ الى باطنه - فيلقمك مسائل سطحية كوساوس شطحية لا تسمن ولا تغني، وكمثل اجنبي أعجمي لا يعرف من العربية كلمةً، لكن له معرفة بمناسبات النقوش والصور، فشرع يعلمك كتاب الفصوص المذهب ببيان مناسبات نقوش الحروف، وكيفية صورها ووضعية بعض الى بعضٍ. وهكذا، من سفاسف واهيةٍ صورية.
فاذا كان هذا هكذا؛ فلا تجعل مقاييس العلوم الانسانية محكاً لحقائقهما، ولا تزنهما بميزانها؛ اذ لا توزن الجبال الراسيات، بميزان الجواهر النادرات، ولا تطلب تزكيتهما بها بجعل دساتيرها الارضية، مصداقاً على تلك النواميس السماوية. فلا تظنن التزلزل بتحريك الاهواء الضالة لبعض التفرعات الجزئية، فاهمية الشئ بقدر قيمته.(*)
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الانبياء:(104)
- الزمر:( 67)
- النحل: (77)
- الاسراء (44)
- الاعراف:( 54)
- الروم: (19)
- الزمر: (62،63)
- الصافات: (96)
- الاحزاب: (8)
(10) الزلزلة:( 8)
(*) المثنوي العربي النوري - ص:(347)