في طريقه إلى (وان) و محاورة مع البوليس الروسي
في طريقه إلى (وان) و محاورة مع البوليس الروسي:
«لم يلبث في إستانبول، بل غادرها إلى (وان) عن طريق (باطوم). وفي طريقه إلى (وان) مرّ على مدينة (تفليس) وصعد على (تل الشيخ صنعان).»(1)
محاورة مع البوليس الروسي:
قبل عشر سنوات ذهبت إلى (تفليس) وصعدت تل الشيخ صنعان، كنت أتأمل تلك الأرجاء أراقبها. اقترب مني أحد رجال البوليس فقال :
- بم تنعم النظر؟
قلت: اخطط لمدرستي!
قال: من أين أنت؟
قلت: من بتليس
قال: وهنا تفليس!
قلت : بتليس وتفليس شقيقتان
قال: ماذا تعني؟
قلت : لقد بدأ ظهور ثلاثة أنوار متتابعة في آسيا، في العالم الإسلامي، وستظهر عندكم ثلاث ظلمات بعضها فوق بعض، سيُمزّق هذا الستار المستبد ويتقلص، وعندها آتي إلى هنا أنشئ مدرستي.
قال: هيهات ! إنني أحار من فرط أملك؟
قلت : وأنا أحار من عقلك ! أيمكن ان تتوقع دوام هذا الشتاء؟ إن لكل شتاء ربيعاً ولكل ليل نهاراً.
قال: لقد تفرق المسلمون شذر مذر.
قلت: ذهبوا لكسب العلم ، فها هو الهندي الذي هو ابن الإسلام الكفوء يدرس في إعدادية الإنكليز.
وها هو المصري الذي هو ابن الإسلام الذكي يتلقى الدرس في المدرسة الإدارية السياسية للإنكليز..
وها هو القفقاس والتركستان اللذان هما ابنا الإسلام الشجاعان يتدربان في المدرسة الحربية للروس.. الخ.
فيا هذا ! ان هؤلاء الأبناء البررة النبلاء، بعد ما ينالون شهاداتهم، سيتولى كل منهم قارة من القارات، ويرفعون لواء أبيهم العادل، الإسلام العظيم، خفاقاً ليرفرف في آفاق الكمالات، معلنين سر الحكمة الأزلية المقدرة في بني البشر رغم كل شئ.(2)(*)
________________________
(1) T. Hayat, ilk hayatı
(2) صيقل الإسلام - السانحات /371
(*) السيرة الذاتية ص 111