قراءة الرسائل لا تورث السأم
رسائل من سجن أفيون
قراءة الرسائل لا تورث السأم:
بينما كنت أتأسف في هذه الأيام على اشتغال ذهني جزئياً بالدفاعات أمام المحاكم، ورد إلى القلب ما يأتي:
ان ذلك الانشغال هو كذلك اشتغال علمي، إذ هو خدمة في سبيل نشر الحقائق الإيمانية وتحقيق حريتها وانكشافها؛ فهو نوع من العبادة من هذه الجهة.
وانا بدوري كلما وجدت ضيقاً في نفسي باشرت بمطالعة مسائل النور بمتعة ولذة، رغم اني اطلعت عليها مئة مرة. حتى وجدت (الدفاعات) هي كذلك مثل رسائل النور العلمية.
ولقد قال لي أحد اخواني: (انني أشعر بشوق وحاجة إلى تكرار قراءة رسالة الحشر وان كنت قد قرأتها ثلاثين مرة)(1).
فعرفت من كلامه هذا: ان رسائل النور التي هي مرآة عاكسة لحقائق القرآن الكريم وتفسير قيم أصيل له، قد انعكست فيها أيضاً مزية رفيعة للقرآن الكريم الا وهي عدم السأم من قراءتها.(*)
___________________________
(1) الملاحق- قسطموني/224
(*) كليات رسائل النور- سيرة ذاتية ص:423