لا نظير لترابطكم
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
اخواني الأعزاء الصديقين!
لقد طُرح عليّ سؤال ذو مغزى هام، من مصدر هام جداً. فقد سألوني مايلي:
على الرغم من انكم لستم جمعية؛ وذلك بشهادة ثلاث محاكم أصدرت حكمها بالبراءة بهذا الصدد؛ وبعد أن أخذت ست ولايات على عاتقها مهمة الرصد والتجسس طوال عشرين عاماً، وتبيّن لها في النهاية ان لاعلاقة لكم بتلك التهمة، وانها مختلقة من أساسها.. على الرغم من ذلك كله، فان العلاقة التي تربط (طلاب النور) بعضهم ببعض لايوجد لها نظير في أي جمعية او هيئة.. فهلا تفضلتم بايضاح هذه المسألة وحل تلك المعضلة؟ فأجبتهم قائلاً:
نعم، ان (طلاب النور) ليسوا جمعية او شبه جمعية، ولن يكونوا.. خاصة وانهم يربأون بأنفسهم عن ان ينتموا إلى ذلك النوع من الجمعيات التي تتشكل لأغراض شخصية او جماعية، مستهدفة كسب المنافع السياسية او الدنيوية -ايجابية كانت تلك المنافع ام سلبية- بيد ان ابناء وبنات واحفاد ابطال هذا الوطن القدامى من فدائيي الإسلام، الذين قدّموا ملايين الارواح -بكمال المسرّة والرضى- في سبيل نيل مرتبة الشهادة، لابد انهم قد ورثوا حظاً من روح تلك التضحية والفداء حتى أظهروا تلك العلاقة الخارقة التي دفعت اخاهم هذا العاجز الضعيف إلى القول امام محكمة (دنيزلي):
ان الحقيقة التي افتدتها ملايين الابطال برؤوسهم، فداء لها رؤوسنا ايضا.
قال هذه الجملة باسمهم، وأسكت المحكمة، تاركاً إياها في حيرة وتقدير وذهول.
بمعنى ان في طلاب النور فدائيين حقيقيين خالصين مخلصين لله لا يريدون إلاّ وجهه ونيل رضاه والحياة الآخرة. فلم يجد الماسونيون والشيوعيون واهل الضلالة والافساد و الزندقة والإلحاد و الطاشناق وامثالهم من المنظمات الخطرة، وسيلة لدحر أولئك النوريين فغرروا بالحكومة ودوائر العدلية بوساطة قوانين مطاطة بغية تشتيتهم وكسر شوكتهم.. ألا حبطت اعمالهم! فلا ينالون شيئا منهم باذن الله بل سيكونون وسيلة لزيادة عدد الابطال المضحين للنور والإيمان.(*)
___________________________
(*) كليات رسائل النور- الشعاعات/567