مسلم غير مؤمن ومؤمن غير مسلم

 

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العزيز المستفسر والمغالي في البحث والتحري، السيد رأفت!

ان ذكاءك الفائق وملاحظتك الدقيقة يدفعانى الى ان اجيب باختصار عن اكثر اسئلتكم، فلا تتألم، رغم اني اريد محاورتك الاّ ان الوقت لا يسمح.

ان معنى مسلم غير مؤمن ومؤمن غير مسلم هو الآتى:

كنت ارى -في بداية عهد الحرية(1)- ملحدين داخلين ضمن الاتحاديين يقولون: ان في الاسلام والشريعة المحمدية دساتير قيمة شاملة نافعة جداً وجديرة بالتطبيق للمجتمع البشري ولاسيما للسياسة العثمانية. فكانوا ينحازون الى الشريعة المحمدية بكل ما لديهم من قوة، فهم من هذه النقطة مسلمون، اي يلتزمون الحق ويوالونه، مع انهم غير مؤمنين، بمعنى انهم اهل لان يدعون: مسلمون غير مؤمنين.

أما الآن فهناك من يعتقد بنفسه الايمان، فيؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر. الاّ انه يوالى التيارات المناهضة للشريعة والموافقة للاجانب، تحت اسم المدنية. ولما كان لا يلتزم بقوانين الشريعة الاحمدية التي هي الحق والحقيقة ولا يواليها موالاة حقيقية، فيكون اذن مؤمناً غير مسلم. ويصح القول: كما ان الاسلام بلا ايمان لا يكون سبباً للنجاة كذلك الايمان بلا إسلام - على علم - لا يصمد ولا يمنح النجاة.(*)

الباقي هو الباقي

اخوكم   

سعيد النورسي

 

______________

 (1) وهو عهد الاعلان الثاني للدستور، اى المشروطية الثانية وتم ذلك في سنة 1908 من قبل السلطان عبدالحميد الثانى. المترجم.

 (*) كليات رسائل النور- ملحق بارلا ...ص:91

 

قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد