مطاليبه من الإتحاد والترقي

 

مطاليبه من الإتحاد والترقي:

آ- إنشاء مدرسة الزهراء:(1)

ب- الصدق والأمانة وضمان مستقبل العلماء:

ان لي دعوى أبحثها مع الخواص، ولي مسألة مهمة مع الحكومة، مع الأشراف، مع أولئك الذين ليسوا من الماسونيين من جماعة الإتحاد والترقي.

يا طبقة الخواص! نحن العوام ومعاشر أهل المدرسة الدينية نطالبكم بحقنا!..

نريد أن تصدقوا قولكم بفعلكم، ولا تعتذروا بقصور غيركم، ولا تتواكلوا فيما بينكم وتتكاسلوا في خدمتنا الواجبة عليكم، وان تتداركوا فيما فاتنا بسببكم، وان تستمعوا إلى أحوالنا وتستشيروا حاجاتنا، وان تستفسروا عن أوضاعنا، وتَدَعوا لَهوَكم جانباً!..

الحاصل: إننا نطلب ضمان مستقبل العلماء في الولايات الشرقيةونطلب نصيبنا من معنى (الإتحاد)و(الترقي) لا من الاسم،فنطلب ما هو هيّن عليكم وعظيم عندنا.(2)

ج - إنشاء مجلس شورى للاجتهاد:

بينا نرى الوزارة تستند اصلاً إلى ثلاثة مجالس شورى - وقد لا توفي هذه المجالس حاجاتها الكثيرة - نجد ان المشيخة قد أودعت إلى اجتهاد شخص واحد، في وقت تعقدت فيه العلاقات وتشابكت حتى في أدق الأمور، فضلا عن الفوضى الرهيبة في الآراء الاجتهادية، وعلاوة على تشتت الأفكار وتدني الأخلاق المريع الناشئ من تسرب المدنية الزائفة فينا.

من المعلوم ان مقاومة الفرد تكون ضعيفة أمام المؤثرات الخارجية، فلقد ضُحي بكثير من أحكام الدين مسايرة للمؤثرات الخارجية.

وبينما كانت الأمور بسيطة والتسليم للعلماء وتقليدهم جارياً كانت المشيخة مودعة إلى مجلس شورى -ولو بصورة غير منتظمة- ويتركب من شخصيات مرموقة، أما الآن وقد تعقدت الأمور ولم تعد بسيطة وارتخى عنان تقليد العلماء واتباعهم.. اقول كيف يا ترى يكون بمقدور شخص واحد القيام بكل الأعباء؟

ولقد اظهر الزمان ان هذه المشيخة الإسلامية -التي تمثل الخلافة- ليست خاصة لأهل استانبول او للدولة العثمانية، وإنما هي مؤسسة جليلة تعود للمسلمين عامة. فوضعها الحالي المنطفئ لا يؤهلها للقيام بأعباء ارشاد استانبول وحدها ناهيك عن ارشاد العالم الإسلامي! لذا ينبغي ان تؤول هذه المشيخة إلى درجة ومنـزلة تتمكن بها كسب ثقة العالم الإسلامي فتكون كالمرآة العاكسة لمشاكل المسلمين. وتغدو منبعاً فياضاً للاجتهادات والأفكار. وعندها تكون قد أدت مهمتها حق الأداء تجاه العالم الإسلامي.(3)

لقد طالبت بهذه الفكرة(4) أعضاء تركيا الفتاة إبان إعلان الدستور، فلم يوافقوا عليها، وبعد مضي اثنتي عشرة سنة طالبتهم بها ايضاً فقبلوها ولكن المجلس النيابي قد حل. والآن أعرضها مرة أخرى علىنقطة تمركز العالم الإسلامي.(5)(*)

_____________________

(1) لأهمية الموضوع خصص له فصل مستقل.

(2) صيقل الإسلام - المناظرات / 427

(3) صيقل الإسلام - السانحات / 352

(4) المقصود إنشاء مجلس شورى للإجتهاد.

(5) صيقل الإسلام - السانحات/ 351

(*) السيرة الذاتية ص 90

 

قرئت 5 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد