معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في الماء

 

تبين قسماً من المعجزات التي تتعلق بالماء.

المقدمة

ان الحوادث التي تقع بين اظهر الناس، اذا ما نُقلت بطريق الآحاد ولم تُكذَّب فهي دلالة على صدق وقوعها، لان فطرة الانسان مجبولة على ان يفضح الكذب ويرفضه. ولا سيما اولئك الذين لا يسكتون على الكذب وهم الصحب الكرام، وبخاصة اذا كانت الاحداث تتعلق بالرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم ، وبالاخص ان الرواة هم من مشاهير الصحابة. فيكون راوي ذلك الخبر الواحد حينذاك كأنه ممثل لتلك الجماعة التي شاهَدَتْه شهود عيان. علماً ان كل مثال من امثلة المعجزات المتعقلة بالماء التي سنبحث عنها قد رُوي بطرق متعددة، عن كثير من الصحابة الكرام وتناوله ائمة التابعين وعلماؤهم بالحفظ وسلّموا كل رواية منها بأمانة بالغة الى الذين يأتون من بعدهم في العصور الاخرى. فتلقاه العصر الذي بعدهم بجدّ وامانة ونقلوه بدورهم الى علماء العصر التالي، وهكذا تعاقبت عليه الوف العلماء الأجلاء في كل عصر وكل طبقة، حتى وصل الى يومنا هذا، فضلاً عن ان كتباً للاحاديث قد دوّنت في عصر النبوة وسُلّمت من يد الى يد حتى وصلت الى ايدي ائمة الحديث من امثال البخاري ومسلم فَوعوها وعياً كاملاً، وميّزوا هذه الروايات حسب مراتبها، وقاموا بجمع كل ما هو صحيح خالٍ من شائبة الشبهة في صحاحهم، فارشدونا الى الصواب.. جزاهم الله خيراً.

مثال: ان فوران الماء من اصابع الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسقيه كثيراً من الناس، حادث متواتر. نقلته جماعة غفيرة لا يمكن تواطؤهم على الكذب بل محال كذبهم. فهذه المعجزة اذاً ثابتة قطعاً، فضلاً عن انها قد تكررت ثلاث مرات امام ثلاث جماعات عظيمة.

فقد روت الحادثة برواية صحيحة جماعة من مشاهير الصحابة، وفي مقدمتهم أنس (خادم الرسول صلى الله عليه وسلم) وجابر وابن مسعود ونقلها الينا ـ بسلسلة من الطرق ـ ائمةُ الحديث امثال البخاري ومسلم والامام مالك وابن شُعيب وقتادة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.

وسنذكر تسعة امثلة فحسب من المعجزات المتعلقة بالماء.

المثال الاول:

- ثبت في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما:(عن انس بن مالك قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وحانت صلاة العصر فالتمس الناس الوضوء فلم يجدوه).(قال: اُتي النبيُّ صلى الله عليه وسلم باناء وهو بالزوراء(1)، فوضع يده في الاناء، فجعل الماء ينبع من بين اصابعه، فتوضأ القوم. قال قتادة، قلت لأنس: كم كنتم؟ قال: ثلاثمائة أو زهاء ثلاثمائة)(2).

فأنت ترى ان انساً رضي الله عنه يخبر عن هذه الحادثة بوصفه ممثلاً عن ثلاثمائة رجل. فهل يمكن الاّ يشترك اولئك الثلاثمائة في هذا الخبر معنىً وهل يمكن ألاّ يكذبوه ـ حاشاه ـ إن لم تكن هذه الحادثة قد حدثت فعلاً؟.

المثال الثاني:

- ثبت في الصحاح وفي مقدمتها البخاري ومسلم: (عن سالم بن ابي الجعد عن جابر بن عبد الله الانصاري رضي الله عنهما قال: عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوةٌ(3)، فتوضأ، فجهش الناس نحوهُ فقال: مالكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب، الاّ ما بين يديك. قال جابر: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة فجعل الماء يثور من بين اصابعه، كامثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قال سالم: قلت لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة الف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة)(4) فترى ان رواة هذه المعجزة يبلغون الفاً وخمسمائة رجل من حيث المعنى لأن الانسان مفطور على ان يفضح الكذب ويقول للكذب هذا كذب، فكيف بهؤلاء الصحابة الكرام الذين ضحوا بارواحهم واموالهم وآبائهم وابنائهم واقوامهم وقبائلهم في سبيل الحق والصدق؟ فضلاً عن انه محال ان يسكتوا على الكذب بعدما سمعوا التهديد المرعب في الحديث الشريف (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . فماداموا لم يعترضوا على الخبر بل قبلوه ورضوا به، فقد أصبحوا اذاً مشتركين في الرواية ومصدِّقين لها من حيث المعنى.

المثال الثالث:

- تروى الكتب الصحاح (ومنها البخاري ومسلم)(5) في ذكر غزوة (بُواطٍ)(6) أن جابراً قال: (قال لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر نادِ الوضوء) فقيلَ لا يوجد لدينا الماء. فأراد ماء يسيراً. (فأُتي به النبي صلى الله عليه وسلم فغمزه(7)، وتكلّم بشئ لا ادري ما هو. وقال: نادِ بجفنة الركب، فاتيتُ فوضعتها بين يديه، وذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم بَسَط يده في الجفنة وفرّق اصابعه.

 

وصبّ جابرٌ عليه وقال: بسم الله! قال: فرأيت الماء يفور من بين اصابعه، ثم فارت الجفنة واستدارت حتى امتلأت، وأمر الناس بالاستقاء، فاستقوا حتى رووا. فقلت هل بقي احدٌ له حاجة؟ فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الجفنة وهي ملأى).

فهذه المعجزة الباهرة متواترة من حيث المعنى، لأن جابراً كان في مقدمة المشاهدين فمن حقه اذاً ان يتكلم هو فيها، ويعلنها على لسان القوم حيث كان يخدم الرسول صلى الله عليه وسلم آنذاك.

- وفي رواية ابن مسعود في الصحيح: (ولقد رأيتُ الماء ينبعُ من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ). (8)

يا ترى اذا روى صحابة ثقاة اجلاء من امثال انس وجابر وابن مسعود وقال كل منهم: (رأيت)، أمن الممكن عدم رؤيتهم؟

وبعد؛ وَحِّد هذه الامثلة معاً، لترى مدى قوة هذه المعجزة الباهرة، لأن الطرق الثلاثة اذا ما توحدت فستثبت الرواية اثباتاً قاطعاً بالتواتر المعنوي، من ان الماء كان يفور من أصابعه صلى الله عليه وسلم فهذه المعجزة أعظم وأسمى من تفجير موسى عليه السلام الماء من اثنتي عشر عيناً من الحجر لأن انفجار الماء من الحجر شئ ممكن له نظيره حسب العادة، ولكن لا نظير لفوران الماء من اللحم والعظم كالكوثر السلسبيل.

المثال الرابع:

- روى الامام مالك في كتابه القيّم (الموطأ(9) عن أجلة الصحابة (عن معاذ بن جبل في قصة غزوة (تبوك) انهم وردوا العين وهي تبض بشئ من ماء(10) مثل الشراك) فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن : اجمعوا من مائها (فغرفوا من العين بايديهم حتى اجتمع في شئ. ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه واعاده فيها فَجَرت بماء كثير فاستقى الناس) حتى قال في حديث ابن اسحاق (فانخرق من الماء مالَه حِسّ كحس الصواعق. ثم قال: يوشِك يا معاذ إن طالت بك حياةٌ ان ترى ما هاهنا قد ملئ جناناً) وكذلك كان.

المثال الخامس:

- روى البخاري عن البراء، ومسلم عن سلمة بن الاكوع، وعن طرق اخرى في كتب الصحاح الاخرى (كنا يوم الحديبية اربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها، حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء فمضمض ومجّ في البئر فمكثنا غير بعيد ثم استسقينا حتى روينا ورَوَت أو صَدَرَت ركائبنا)(11) قال البراء: فأمر صلى الله عليه وسلم بدلو من مائها، فأتينا بها، فألقى ريقه من فمه المبارك ودعا، ثم بعد ذلك أفرغ الدلو في البئر ففارت وارتفعت ملء فمها فأرووا انفسهم وركابهم.

المثال السادس

- روى ائمة الحديث، امثال مسلم وابن جرير الطبري وغيرهما عن ابي قتادة انه قال: (ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج بهم ممدّاً لأهل مؤتة عندما بلغه قَتْل الامراء)(12) وكانت لديّ مِيضأة. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (احفظ على مِيضأتك فانه سيكون لها نبأ) وبعد ذلك أخذ العطش يشتد بنا وكنا اثنين وسبعين ـ وفي رواية الطبري كنا زهاء ثلاثمائة ـ فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (ائت ميضأتك. فأتيتُها فأخَذَها ووضع فمه في فمها ولم ادر أتنفسَ فيها أم لا؟ ثم بعد ذلك جاء أثنان وسبعون رجلاً فشربوا منها وملأوا اوعيتهم ثم بعد ذلك أخذتها ـ أي الميضأة(13) ـ فبقيت مثل ما كان)(14) فتأمل في هذه المعجزة الباهرة وقل:

اللّهم صلّ وسلم عليه وعلى آله بعدد قطرات الماء.

المثال السابع:

- روى البخاري ومسلم عن عمران بن حُصين حين اصاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عطشٌ في بعض اسفارهم (كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم... فاشتكى اليه الناس من العطش فنزل... ودعا عليا فقال: اذهبا فابتغيا الماء، فانطلقا فتلقيا أمرأة بين مُزادتين... فجاءا بها الى النبي صلى الله عليه وسلم... ودعا النبي صلى الله عليه وسلم باناء ففرّغ فيه من افواه المزادتين، ونودي في الناس اسقوا فاستقوا... وانه ليُخيّل الينا انها اشدّ ملأة منها حين ابتدأ فيها).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اجمعوا لها فجمعوا لها... حتى جمعوا لها طعاماً فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها... قال لها: تعلمين ما رُزئنا من مائكِ شيئاً ولكن الله هو الذي أسقانا... الى اخر الحديث)(15).

المثال الثامن:

- روى ابن خزيمة حديث (عمر رضي الله عنه في جيش العسرة، وذكر ما اصابهم من العطش حتى ان الرجل لينحُر بعيرَه فيـعـصر فَرْثَه فيشـرَبُه، فرغـب ابو بكر رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء. فرفع يديه فلم يُرجعهما حتى قالت(16) السماء فانسكبت فملأوا ما معهم من آنية ولم تجاوز العسكر)(17).

فهذه معجزة احمدية محضة لا دخل للمصادفة فيها قط.

المثال التاسع:

- عن عمرو بن شعيب (حفيد عبد الله بن عمرو بن العاص ) الذي وثّقه الائمة الاربعة من اصحاب السنن في تخريجه الاحاديث: (أن ابا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو رَديفُه بذي المجاز: عطشتُ وليس عندي ماء. فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وضرب بقدمه الارض فخرج الماء، فقال اشرب)(18).

قال احد العلماء المحققين: هذه الحادثة كانـت قبـل النبوة لذا فهي من الارهاصات. وتفجر عينُ عرَفَه بعد مضي الف سنة يُعدّ من الاكرامات الإلـهية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

وهكذا فالمعجزات المتعلقة بالماء، وان لم تبلغ تسعين مثالاً من امثال هذه التسعة الاّ انها رويت بتسعين وجهاً.

والامثلة السبعة الاولى قوية، وقطعية، كالتواتر المعنوي. اما المثالان الاخيران ــ وان لم تكن طرقهما قوية ومتعددة ورواتهما كثيرة الاّ ان اصحاب الحديث كالامام البيهقي والحاكم رووا عن عمر رضي الله عنه معجزة ثانية حول السحاب تأييداً للمعجزة في المثال الثامن التي رواها سيدنا عمر. والرواية هي أنه: (اصاب الناس في بعض مغازيه صلى الله عليه وسلم عطش فسأله عمر الدعاء، فدعا، فجاءت سحابة فسقتهم حاجتهم ثم اقلعت)(19) وكأن السحاب كان مأموراً لأن يروى الجيش وحده ـ حيث امطر حسب الحاجة ــ فكما تؤيد هذه الحادثة المثال الثامن وتقويّه، وتبينه رواية ثابتة قاطعة. فان ابن الجوزي ــ الذي يتشدد ويرّد حتى بعض الاحاديث الصحيحة ويجعلها في عداد الموضوعات ــ يقول: ان هذه الحادثة وقعت في غزوة بدر ونزلت في حقها الآية الكريمة: ﴿ويُنزِّلُ عَليكُم مِن السّماء ماء لِيُطَهّركُم بِه﴾(الانفال: 11).

فهذه معجزة احمدية محضة لا دخل للمصادفة فيها قط.

فما دامت هذه الآية قد نزلت في حقها وبيَّنتها بوضوح، فلاشك اذاً في وقوعها.

وقد تكرر كثيراً نزول المطر بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان تنزل يداه المرفوعتان وهي معجزة مستقلة بحد ذاتها. وقد استسقى النبي صلى الله عليه وسلم احياناً وهو على المنبر، ونزلت الامطار قبل ان يخفض يده. وقد ثبت هذا عن طريق متواتر.(*)

________________________

(1) (الزوراء): مكان مرتفع قريب من المسجد النبوي، وثمة سوقها.

(2) رواه البخاري في الوضوء: باب التماس الوضوء اذا حانت الصلاة، وفي الانبياء: باب علامات النبوة في الاسلام. ومسلم (2279). والحديث وردت بروايات اخرى من نفس الطريق في الموطأ (1/32) والنسائي (1/60) والترمذي (3635 تحقيق أحمد شاكر).

(3) (الركوة): اناء من جلد يستعمل للماء.

(4) رواه البخاري في الانبياء: باب علامات النبوة، وفي المغازي: باب غزوة الحديبية، وفي تفسير سورة الفتح: باب: (اذ يبايعونك تحت الشجرة)، وفي الأشربة: باب شرب البركة والماء المبارك. ومسلم برقم (1856).

(5) جزء من حديث طويل من طريق عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن ابي اليسر وجابر رضي الله عنهم رواه مسلم (3006 الى 3014) في الزهد: باب حديث جابر الطويل وقصة ابي اليسر.

(6) (بواط): هي ثاني غزواتهص، وهي اسم لجبال بقرب الينبع.

(7) (غمزه) اي وضع يده فيها - (الجفنة): كالقصعة لفظاً ومعنى وهي التي تشبع عشرة.

 (8) رواه البخاري (4/ 235) في الانبياء: باب علامات النبوة، والترمذي (3637 تحقيق أحمد شاكر) واخرجه ايضاً النسائي من نفس الطريق (1/ 60) وبغير لفظ.

(9) ورواه مسلم في صحيحه (4/ 1984 برقم 706).

(10) (بضّ الماء) اذا سال سيلاناً قليلاً. - (الشراك): سير النعل، والتشبيه لقلة الماء.

 (11) حديث البراء رواه البخاري (4/ 234) في الانبياء: باب علامات النبوة، وفي المغازي، وحديث سلمة بن الاكوع رواه البخاري في الشركة: باب الشركة في الطعام والنهد والعروض، وفي الجهاد: باب حمل الزاد في الغزو. ومسلم برقم (1729). ورواه أحمد(الفتح الرباني للساعاتي 22/ 61).

(12) وهم زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة، وذلك انه صلى الله عليه وسلم أرسل بكتاب الى ملك بُصرى فقتل رسوله في مؤتة، ولم يقتل رسول له قبله، فعقد للسرية لواء دفعه لزيد واوصاهم وقال: ان قتل زيد فأميركم جعفر فان قتل جعفر فأميركم عبد الله بن رواحة.(الخفاجي3/26)ــ المترجم.

 (13) (الميضأة): آلة الوضوء.

(14) رواه مسلم 681 ومن نفس الطريق رواه أبو داود (437 - 441) بلفظ مقارب.

(15) رواه البخاري في التيمم باب الصعيد الطيب، وضوء المسلم يكفيه من الماء.وباب التيمم ضربة، وفي الانبياء: باب علامات النبوة، ومسلم (682).

(16) (قالت): غيّمت - (رديفه): راكب خلفه. (ذي المجاز): سوق عند عرفة

 (17) اورده الهيثمي في المجمع (6/ 194) عن ابن عباس وقال: رواه البزار والطبراني في الاوسط ورجال البزار ثقات. وزاد في كنز العمال (12/ 353) نسبته الى ابن جرير وجعفر الغريابي في دلائل النبوة وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والبيهقي في السنن وشعب الايمان فالحديث صحيح او حسن.

(18) في حديث رواه ابن سعد عن اسحق بن الازرق (الخفاجي 3/ 29) (الشفا 1/ 290).

(19) ورواه البيهقي والحاكم وصححه (الخفاجي 3/ 128).

(*)الاشارة الثامنة – المكتوب التاسع عشر ص(159)

 

قرئت 980 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد