ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﺎﺕ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ
السؤال:
هل الإنسان مسؤول عن ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﺎﺕ، ﻭﺗﺨﻄّﺮ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ التي هي ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺴﺎﻡٍ ﻏﻴﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ؟
الجواب:
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﺇﻥّ ﻛﻴﺪَ ﺍﻟﺸّﻴﻄﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺿَﻌﻴﻔﺎً﴾ (ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ:76)
ﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﺍلآﻳﺴﺔَ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻮﺳﺎﻭﺱ ﻭﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ!
ﺇﻥَّ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎلاﺕ، ﻭﺗﺨﻄّﺮ ﺍﻟﻔﺮﺿﻴﺎﺕ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﺴﺎﻡٍ ﻏﻴﺮ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ، ﻭﺍلاﺭﺗﺴﺎﻡ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺁﺗﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭﺍﻧﻴﺎﺕ، ﻳﺴﺮﻱ ﺣُﻜﻢُ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﻣﺜﺎﻟﻪ، ﺇﻟﻰ ﺣﺪٍ ﻣﺎ. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺿﻮﺀُ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺣﺮﺍﺭﺗُﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍلاﺭﺗﺴﺎﻡ ﺻﺎﺩﺭﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ، ﻓـلا ﻳﺴﺮﻯ ﺣﻜﻢُ ﺍلأﺻﻞ ﻭﺧﺎﺻﻴﺘُﻪ ﺇﻟﻰ ﺻﻮﺭﺗﻪ، ﻭلا ﺇﻟﻰ ﻣﺜﺎﻟﻪ. ﻛﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻨﺠﺲ ﻭﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ، ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﺠﺴﺔً ﻭلا ﻗﺬﺭﺓ. ﻭﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ لا ﺗﻠﺪﻍ.
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ: ﺇﻥ ﺗﺼﻮّﺭ ﺍﻟﻜﻔﺮَ ﻟﻴﺲ ﻛﻔﺮﺍً، ﻭﺗﺨﻴّﻞ ﺍﻟﺸﺘﻢ ﻟﻴﺲ ﺷﺘﻤﺎً، ﻭلاﺳﻴﻤﺎ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑـلا ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﺗﺨﻄﺮﺍً ﻓﺮﺿﻴﺎً، ﻓـلا ﺿﺮﺭ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍلإﻃـلاﻕ.
ﺛﻢ ﺇﻥ ﻗﺒﺢ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻭﻧﺠﺎﺳﺘَﻪ ﻭﻗﺬﺍﺭﺗَﻪ ﻫﻮ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺍلإﻟﻬﻲ، ﺣﺴﺐ ﻣﺬﻫﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻖ، ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ. ﻭﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍلأﻣﺮ ﺧﺎﻃﺮٌ ﻓﺮﺿﻲ، ﻭﺗﺪﺍﻉٍ ﺧﻴﺎﻟﻲ، ﺑـلا ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻭلا ﺭﺿﻰ، ﻓـلا ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻬﻲُ ﺍلإﻟﻬﻲ. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓـلا ﻳﻜﻮﻥ ﺍلأﻣﺮ ﻗﺒﻴﺤﺎً ﻭلا ﻗﺬﺭﺍً ﻭلا ﻧﺠﺴﺎً ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺻﻮﺭﺓً ﻟﻘﺒﻴﺢٍ ﻭﻗﺬﺭٍ ﻭﻧﺠﺲ.