ﺤﻜﻤﺔُ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ
السؤال :ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔُ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺟﻬﻨﻢ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﺣﻜﻤﺘﻪ: ﺍﻟﺘﻮﻇﻴﻒ.. ﻓﻘﺪ ﺑُﻌﺚَ ﺇﻟﻰ ﺍلأﺭﺽ ﻣﻮﻇﻔﺎً، ﻣﻮﻛﻮلا ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻬﻤﺔٌ ﺟﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻊُ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺮﻗﻲ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻭﺍﻧﻜﺸﺎﻑُ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻧﻤﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺓُ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍلإﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﺮﺁﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟـلأﺳﻤﺎﺀ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﻛﻠﻬﺎ.
ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﺑﺎﻗﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻟﺒﻘﻲَ ﻣﻘﺎﻣُﻪ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻛﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻤَﻠَﻚ، ﻭَﻟﻤَﺎ ﻧﻤﺖ ﺍلاﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕُ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺫﻭﻭ ﻣﻘﺎﻡ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻄّﺮﺩ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻓـلا ﺩﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﻟﻠﻘﻴﺎﻡ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﻮﺩﻳﺔ. ﻓﺎﻗﺘﻀﺖ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔُ ﺍلإﻟﻬﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩَ ﺩﺍﺭِ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﺗـلاﺋﻢ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﺍلإﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻣﻘﺎﻣﺎﺕ لا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺃُﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﻟﺨﻄﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﻓﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺧـلاﻑ ﺍﻟﻤـلاﺋﻜﺔ.
ﺃﻱ ﺃﻥ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﺁﺩﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴـلاﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻫﻮ ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻭﻣﺤﺾُ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﺣﻖٌ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ «ﺍلإﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ»: ﺇﻥَّ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺇﻥْ ﻋﻤِﻞ ﺫﻧﺒﺎً ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﻗﺼﻴﺮ، ﺇﻟّﺎ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻧﺐ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﻳﺔ لا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻬﺎ؛ ﺫﻟﻚ لأﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﺗﺤﻘﻴﺮٌ ﻟﻠﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻭﺗﻬﻮﻳﻦٌ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ.. ﻭﺗﻜﺬﻳﺐٌ ﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺼﻨﻮﻋﺎﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺍﻧﻴﺔ.. ﻭﺗﺰﻳﻴﻒٌ ﻟـلأﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ ﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩﺓ ﺟﻠﻮﺍﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ.. ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻳُﻠﻘﻲ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭُ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ، ﺳﻠﻄﺎﻥُ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ، ﺍﻟﻜﻔﺎﺭَ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻴﺨﻠﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ، ﺃﺧﺬﺍً ﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺍﺕ ﻛﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﻢ.
ﻭﺇﻟﻘﺎﺅﻫﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﺃﺑﺪﺍً ﻫﻮ ﻋﻴﻦُ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ، لأﻥ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺑـلا ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﺑـلا ﻧﻬﺎﻳﺔ.