لا تظهر بزي الكبير فتصغر
باسمه سبحانه
ايها المستخلف المبارك
لا تظهر بزي الكبير فتصغر
بديع الزمان النورسي في اللوامع يذكر من يتبختر بخيلاء قوله (أنا ) شاعراً في نفسه انه بحجم (نحن ) فيعرفه بميزان تقييم الذوات عله يتنبه الى مرتبته فيعود الى رشده
فيقول :
(( يا من يحمل «أنا» مضاعفاً، ويحمل في رأسه غروراً وكبراً! عليك ان تعرف هذا الميزان!
لكل شخص نافذة يطل منها على المجتمع ـ للرؤية والاراءة ـ تسمى مرتبة. فاذا كانت تلك النافذة أرفع من قامة قيمته، يتطاول بالتكبر. اما اذا كانت أخفض من قامة همته يتواضع بالتحدّب ويتخفض، حتى يشهد في ذلك المستوى ويشاهَد.
ان مقياس العظمة في الكاملين هو التواضع.
اما الناقصون القاصرون فميزان الصُغر فيهم هو التكبر)) (*)
ألم تتذكروا حقول القمح فهي تعطينا مشهداً حقيقياً لمراتب التواضع بتدرج انحناءات سنابلها كلما ثقل وزنها اشتد انحناؤها فدل على غناها بالخير فكأنها تميل الى الارض متواضعةً مستغنيةً عن رؤية الناس لها بل في طريق بحثنا عنها نطأ باقدامنا تلك السنابل المنتصبة متيقنين ان تعاليها بين قريناتها دلالة فراغ جوفها فهي مختالة بنفسها في حين انها لا تحتوي أي فائدة وقد قيل في الشعر ما ذكرناه
ملء السنابل تنحني بتواضع ..... والفارغات رؤوسهن شوامخ
فصغار القوم هم من يتطاول ويتعالى بين الجموع المحتشدة فاثبت على قامتك، بل في انحنائك زيادة عون على ثقل هامتك ودخول من كل الابواب .
فزن بذلك هامات الرجال فالمتكبر المتعال ظاهرٌ دنو مقامه فلا يغرن أحد بتطاوله فما تطاول إلا لإنه صغير
***
اللهم صلى افضل صلاتك على أشرف مخلوقاتك سيدنا محمد
وعلى آله وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك
كلما ذكره الذاكرون
او غفل عن ذكره
الغافلون
___________________________________
(*) الكلمات - اللوامع - ص: 870