أقل المشاق في سبيل أعظم غاية
قطرة نورية من كليات رسائل النورسي
مع تهنئتي لكم بعيدكم السعيد مرة أخرى، اقول: لا تتأسفوا على عدم اللقاء فيما بيننا لقاءً ظاهرياً، فنحن في الحقيقة معاً دائماً. وستدوم هذه المعية في طريق الأبد بإذن الله. وإنني على قناعة من ان الاثوبة الأبدية التي تكسبونها في عملكم في سبيل الإيمان والفضائل والمزايا الروحية والمباهج القلبية التي تحصلون عليها تزيل الغموم والضجر التي تنتابكم موقتاً في الوقت الحاضر.
نعم، انه لم يحصل لحد الآن نظير طلاب النور بمعاناتهم اقل مشاق في سبيل أعظم عمل مقدس. نعم ان الجنة غالية ليست رخيصة، وان إنقاذ الإيمان من قبضة الكفر المطلق الذي يمحي الحياتين معاً له أهميته البالغة في هذا الوقت، وحتى لو وقع شئ من المشاق، فينبغي ان يجابه بالشوق والشكر والصبر، إذ لما كان خالقنا الذي يستخدمنا في هذه الخدمة ويدفعنا إليها، رحيم وحكيم. فعلينا إذن ان نستقبل كل مصيبة تنزل بنا بالرضى والسرور والالتجاء إلى رحمته تعالى والاطمئنان إلى حكمته.(1)(*)
__________________________
(1) الشعاعات/352-353
(*) كليات رسائل النور- سيرة ذاتية ص:347