رضى الله لا ينال الا بالاخلاص

بسم الله الرحمن الرحيم

{ إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين }[  الزمر2 ]

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , يَقُولُ : أَنَا خَيْرُ شَرِيكٍ فَمَنْ أَشْرَكَ مَعِيَ شَرِيكًا فَهُوَ لِشَرِيكِي يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَخْلِصُوا أَعْمَالَكُمْ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ إِلا مَا أُخْلِصَ لَهُ , وَلا تَقُولُوا : هَذَا لِلَّهِ وَلِلرَّحِمِ , فَإِنَّهَا لِلرَّحِمِ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا شَيْءٌ , وَلا تَقُولُوا : هَذَا لِلَّهِ وَلِوُجُوهِكُمْ , فَإِنَّهَا لِوُجُوهِكُمْ وَلَيْسَ لِلَّهِ مِنْهَا شَيْءٌ ] (1)

 

قطرة نورية من كليات رسائل النورسي

رضى الله لا ينال الا بالاخلاص

ان علاج هذا الخطأ الجسيم والجرح البليغ والمرض الروحي العضال هو:

العلم بان رضى الله لا ينال الا بالاخلاص، فرضاه سبحانه ليس بكثرة التابعين ولا باطراد النجاح والتوفيق في الاعمال، ذلك لان تكثير التابعين والتوفيق في الاعمال هو مما يتولاه الله سبحانه بفضله وكرمه، فلا يُسأل ولا يطلب بل يؤتيه الله سبحانه من يشاء.

نعم، رُبّ كلمة واحدة تكون سبباً للنجاة من النار وتصبح موضع رضى الله سبحانه، ورُبّ ارشاد شخص واحد يكون موضع رضى الله سبحانه بقدر ارشاد الف من الناس. فلا ينبغي أن تُؤخذ الكمية كثيراً بنظر الاعتبار.

ثم ان الاخلاص في العمل ونشدان الحق فيه انما يُعرف بصدق الرغبة في افادة المسلمين عامةً اياً كان مصدر الاستفادة ومن اي شخص صدر. وإلا فحصر النظر بان يؤخذ الدرس والارشاد مني فقط لأفوز بالثواب الاخروي هو حيلة النفس وخديعة الانانية.(*)

 

(1) أخرجه الدارقطني في سننه (1/ 51/ 3) واللفظ له، الخطيب في المتفق والمفترق (1/341/767)، وابن قانع في معجم الصحابة (729) وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (7).

(*) كليات رسائل النور- اللمعة العشرون - ص: 230

قرئت 14 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد