من يرسم قدر الإنسان وهل يتغير

The Details of the Question

هل الإنسان هو من يرسم قدره بنفسه؟ وهل يمكن أن يتغير قدر الإنسان؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

معنى القدر هو أن الله يعلم كل ما سيحدث وكل ما قد حدث.

 إذا دققنا في الأمر، سنجد أن ذلك لا يلغي إرادة الإنسان.

فالمعرفة شيء، والقيام بالفعل شيء آخر.

االله هو العالم المحيط بكل شيء، والقائم بالفعل هو الإنسان.

نعم قدرنا مكتوب في الماضي ولكن نقطة مهمة نحن لا نفعل الأشياء لأن الله كتبها، بل كتبها الله لأنه يعلم أننا سنفعلها. فلا يمكن تصور أن الله لا يعلم المستقبل.

فان لم يكن يعلم أو لم يستطع أن يعلم، فلن يكون هو الإله الخالق.

لنأخذ مثالاً لتوضيح الفكرة:

تخيل معلمًا يقول لأحد طلابه: "سأختبرك غدًا في هذا الكتاب".

ولكن المعلم بناءاً على خبرته ومعرفته بالطالب ، ويعلم أنه سيقضي الليل في مشاهدة الأفلام والمباريات ولن يستعد للامتحان، فيكتب في كرّاسه "صفر" قبل بدء الاختبار.

وفي اليوم التالي، الطالب لم يستطيع الإجابة على الأسئلة، واستحق بالفعل الصفر، وعندها اخرج المعلم دفتره وقال: "كتبت لك الصفر مسبقًا لأنني كنت أعلم أنك لن تدرس وسترسب".

فهل يمكن للطالب أن يقول: "يا أستاذ لقد حصلت على الصفر لأنك كتبته لي، ولو كتبت لي درجة النجاح لكنت نجحت؟"

 

ولله المثل الاعلى فالله لم يكتب قدرنا في الماضي لنفعله، بل كتبه لأنه يعلم ما سنفعله. وهذا هو القدر.

 

القدر ينقسم إلى قسمين:

 ما لا يتعلق بإرادة الإنسان، وما يتعلق بإرادته. مثلاً، لون عيون الإنسان، وما إذا كان ذكرًا أم أنثى، يدخل ضمن القسم الأول، ولا يُسأل أحد عن هذه الأمور.

أما القسم الآخر، فيتعلق بما نريده نحن في حياتنا، لقد خُلقنا لنكون في اختبار. مثلاً، عندما يُرفع الأذان، يذهب أحدهم إلى المسجد، بينما يذهب آخر إلى مكان لهو. فكل انسان بإراته يختار وجهته

 

كل إنسان في الدنيا خاضع للقدر. الله يعلم في علمه الأزلي ما سيفعله الإنسان وما سيحدث له. ولكن معرفة الله لا تجبر الإنسان على فعل الشيء. لأن الله وضع أمام الإنسان خيارات، وبحسب ما يختار الإنسان، يخلقه الله. وبالتالي، المسؤول عن أفعاله هو الإنسان نفسه.

 

يُضرب في هذا السياق مثال:

تخيل أن الطوابق العلوية في أحد المباني مليئة بالنعم، بينما الطوابق السفلية مليئة بأدوات التعذيب. وشخص يقف في المصعد. إذا ضغط على زر الطابق العلوي، سيصل إلى النعم، وإذا ضغط على زر الطابق السفلي، سيتعرض للعذاب. هنا، دور الإرادة هو فقط اختيار الزر الذي سيضغطه. المصعد يتحرك وفق قوانين فيزيائية، وليس بإرادة الشخص أو قوته. وبالتالي، الشخص لا يصعد أو ينزل بقوته، لكن ما يحدد الاتجاه هو إرادة الشخص في اختيار الزر المناسب.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإن علم الله الأزلي بكل شيء لا يعفي الفاعل من المسؤولية. لأن المعرفة شيء والفعل شيء آخر. الشخص الذي يرتكب الجريمة هو المسؤول، وليس الشخص الذي يعرف أو يرى الجريمة.

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد