أدلة وحدانية الله ؟

The Details of the Question

ما هي أدلة التوحيد (وحدانية الله)؟

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

•    بطلان منطق تعدد الآلهة:
أكد علماء العقيدة في الإسلام على عدة أدلة لإثبات وحدانية الله، ومن أبرزها دليل يُعرف بـ"برهان التمانع"، الذي يثبت عدم صحة ادعاء تعدد الآلهة.
إذا افترضنا وجود إلهين متساويين في السلطة في الكون، فمن المؤكد أنه سيحدث بينهما نزاع وتضارب في الإرادة. على سبيل المثال، إذا أراد أحد الآلهة حدوث شيء بينما أراد الآخر عكس ذلك، فهناك ثلاث احتمالات عقلية:
1.    إما أن يتحقق ما يريده كلاهما.
2.    أو أن لا يتحقق ما يريده كلاهما.
3.    أو أن يتحقق ما يريده أحدهما بينما لا يتحقق ما يريده الآخر.
كل هذه الاحتمالات غير منطقية.
•    إذا تحقق ما يريده كلاهما، فهذا يعني اجتماع الضدين (الوجود والعدم)، وهو مستحيل عقلاً.
•    إذا لم يتحقق ما يريده كلاهما، فهذا يعني انتفاء الوجود والعدم معًا، وهو أيضًا غير منطقي.
•    إذا تحقق ما يريده أحدهما فقط، فهذا يجعل الآخر عاجزًا، والعاجز لا يمكن أن يكون إلهًا.
بالتالي، فإن فكرة وجود أكثر من إله تصبح باطلة، مما يؤكد أن خالق الكون إله واحد، وهو الله تعالى، صاحب الكمال المطلق والقدرة اللامحدودة.
•    دليل استحالة الشراكة في السيادة
إن حقيقة السيادة (الحاكمية المطلقة) تستند إلى قاعدة أساسية وهي الاستقلال المطلق، أي رفض تدخل الآخرين أو مشاركتهم في السلطان. حتى الأشخاص العاجزين، الذين لديهم القليل من السلطة أو النفوذ، يرفضون التدخل الخارجي بشدة ويسعون إلى حماية استقلاليتهم بكل قوة. بل إننا نجد أن بعض الملوك، بدافع حماية سلطانهم، قاموا بقتل أبنائهم الأبرياء أو إخوتهم الأعزاء خوفًا من تهديد محتمل لعرشهم. وهذا يوضح بجلاء أن السيادة الحقيقية لا تقبل الشراكة أو التدخل من أي طرف.
فإذا كان الإنسان الضعيف، رغم قلة إمكاناته، يرفض المساس بسيادته ويُظهر الحرص الشديد على استقلاله، فكيف يمكن لله، رب العالمين وصاحب السيادة المطلقة، أن يقبل بشريك أو منافس أو شبيه في سلطانه؟
وعليه، فإن الاستقلالية المطلقة والوحدانية هما من المبادئ الأساسية التي تُعرّف سيادة الله تعالى.
•    دليل النظام:
النظام البديع الذي نراه في الكون، من أدق الذرات إلى أعظم النجوم، هو دليل واضح على وحدانية الله. لو تدخل أكثر من جهة في خلق الكون، لاختل هذا النظام المحكم وظهرت الفوضى.
•    دليل السهولة في الوحدة والصعوبة في التعدد:
إسناد الخلق إلى خالق واحد يجعل العملية سهلة وبسيطة. أما إذا أُسندت إلى الطبيعة أو الصدفة، فإن خلق شيء بسيط كذبابة يصبح معقدًا كخلق السماوات. بالنظر إلى السهولة التي نراها في الخلق، نستنتج أن الخالق واحد لا شريك له.
 

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 3 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد