سنة 1891م/1308هـ

 

بشارة الرسول الكريم 

 

ظل مدة في "نورشين" ثم انتقل إلى "خيزان" ثم ترك الحياة الدراسية وعاد إلى كنف والديه في قرية "نورس" وظل فيها حتى اخضرّ الربيع.

وفي هذه الأثناء رأى فيما يرى النائم: أن القيامة قد قامت، والكائنات بعثت من جديد. ففكر كيف يتمكن من زيارة الرسول الأعظم r، ثم تذكر أن عليه الانتظار في بداية الصراط الذي يـمرّ عليه كل فرد، فأسرع إليه.. وهكذا مرّ به جميع الأنبياء والرسل الكرام فزارهم واحداً واحداً وقبّل أيديهم وعندما حظي بزيارة الرسول الأعظم r هوى على يديه فقبلهما ثم طلب منه العلم. فبشّره الرسول r: "سيوهب لك علم القرآن ما لم تسأل أحداً".([1])

فجّرت هذه الرؤيا شوقاً عظيماً فيه نحو طلب العلم. فاستأذن والده للذهاب إلى ناحية "أرواس" لتلقي العلم من الملا محمد أمين أفندي ولكن عندما أوصى الأخير أحد طلابه بتدريسه شعر سعيد الصغير بأنه قد ترفّع عن تدريسه فثقل عليه الأمر وحزّ في نفسه، حتى إنه اعترض على أستاذه في إحدى الدروس قائلاً: "إنه ليس كذلك.. ياسيدى! ثم ذكّره بترفعه عن تدريسه".

وبعد مدة وجيزة قضاها في "أرواس" قصد مدرسة "مير حسن ولي"، وما إن شاهد هناك عدم الاهتمـام بالطلاب الجدد أيضاً ترك سبعةً من دروس الكتب المقررة وبدأ بالكتاب الثامن، ثم ذهب للاستجمام في قصبة وسطان (كَواش) لمدة شهر. ومن بعده توجّه برفقة صديقه "الملا محمد" نحو بايزيد وهي قضاء على الحدود الإيرانية تابعة لولاية "أغري".([2])

 

[1]() ورؤيا مشابهة لهذه سجلها الأستاذ في ختام بحثه حول أهمية القرآن وهيمنته في صيقل الإسلام، السانحات.

 

[2]() T. Hayat ilk hayatı.

Ekranı Genişlet