سنة 1894م/1311هـ
انزواؤه في تِيلُّو
«كنت آنذاك منـزوياً -كحالي الآن- تحت قبة خالية، فكانوا يأتون لي بالحساء، وكنت أقوم بإعطاء النمل حبات الحساء واكتفي بغمس الخبز في سائل الحسـاء. سألوني في محكمة "أسكي شهر" عن السبب فقلت: "إن أمة النمل وكذلك النحل تعيـش في نظام جمهوري، وأعطي النمل الحبات احتراماً لنظامها الجمهوري".
ثم قالوا: "أنت تخالف بذلك السلف الصالح".
فأجبتهم: "لقد كان الخلفاء الراشدون خلفاء ورؤساء جمهورية في الوقت نفسه. فالصديق الأكبر رضي اللّٰه عنه كان دون شك بمثابة رئيس جمهورية للعشرة المبشرة وللصحابة الكرام. ولكن ليس تحت عنوان أو شكل فارغ، بل كل منهم رئيس جمهورية متدين يحمل معنى العدالة الحقيقية والحرية الشرعية".([1])
«وفي أثناء اعتكافه في تيلّو حفظ من كتاب "القاموس المحيط" للفيروزآبادي حتى باب السين. وعندما سئل عن سبب قيامه بذلك أجاب: "إن القاموس يورد المعاني المختلفة لكل كلمة، وقد خطر لي أن أضع قاموساً أنحو فيه عكس هذا المنحى، أي أورد فيه عدد الكلمات المختلفة التي تشير إلى المعنى نفسه"».([2])
[1]() الشعاعات، الشعاع الرابع عشر.
[2]() T.Hayat, ilk hayatı
