بداية اهتمامه بالسياسة وأمور العالم الإسلامي
لقد التقيت شخصاً فاضلاً حوالي مدينة ماردين وذلك قبل الانقلاب([1]) بست عشرة سنة، فأرشدني إلى الحق وبيّن لي المسلك المعتدل القويم في السياسة. فأفقت من نومي برؤيا -كمال- المشهور([2]) حيث إنني بايعت السلطان سليم وقبلت فكره في الاتحاد الإسلامي، لأن ذلك الفكر هو الذي أيقظ الولايات الشرقية، فهم قد بايعوه على ذلك.
فالشـرقيون الآن هم أولئك لم يتغيروا. فأسلافي في هذه المسألة هم: السيد "جمال الدين الأفغاني"، ومفتي الديار المصـرية الشيخ "محمد عبده". ومن العلماء الأعلام "علي سعاوي"، والعالم "تحسين". والشاعر "نامق كمال" الذي دعا إلى الاتحاد الإسلامي والسلطان سليم الذي قال:
إن مغبة الاختلاف والتفرقة يقلقانني حتى في قبري
فسلاحنا في دفع صولة الأعداء إنما هو الاتحاد
إن لم تتحد الأمة فإنّي أتحرق أسىً.([3])
[1]() المقصود إعلان المشروطية الثانية 24/7/1908م أي كان وصوله إلى ماردين سنة 1892 أو 1893م.
[2]() آثار بديعية ص 462. والمقصود كتاب "رؤيا" للشاعر نامق كمال الذي نُشر في مصر سنة 1908 وكان من المؤمنين بالحرية والاتحاد الإسلامي.
[3]() صيقل الإسلام، المحكمة العسكرية.
