سنة 1897م/1314هـ

 

جهوده في المصالحة بين العشائر

 

لما لم يكن في مدينة "وان" عالم معروف دعاه الوالي "حسن باشا" إليها فذهب إليها واستقر فيها خمس عشرة سنة، قضاها في التجوال بين العشائر لإرشـادهم وفي تدريـس الطلاب، فضلاً عن تكوين علاقات مع الوالي والموظفين في المدينة. كان جلّ اهتمامه في هذه الفترة المصالحة بين العشائر؛ فما كان يطرق سمعه نزاع بين العشائر إلاّ ويتوجه إليهم ويرشدهم، حتى إنه استطاع إجراء الصلح بين "شكر آغا" و"مصطفى باشا" رئيس عشيرة ميران بينما أخفقت الإدارة العثمانية من فض النـزاع بينهما. وعندها خاطب الملا سعيد مصطفى باشا:

- ألم تتب إلى الآن؟

- "سَيْدَا" إنني طوع كلامك!

وقدّم له فرساً مع كمية من النقود إلاّ أن الملا سعيد رفض ذلك قائلاً: "ألم تسمع أنني لم آخذ مالاً من أحد لحد الآن؟ فكيف آخذه من أمثالك من الظالمين! يبدو أنكم قد أفسدتم توبتكم! وعلى هذا لا تصل إلى الجزيرة بسلامة". وفعلاً مات مصطفى باشا في الطريق لم يصل إلى الجزيرة. وكأن دعاءه عليه قد استجيب.([1])

 

[1]() T. Hayat, ilk hayatı

 

Ekranı Genişlet