الفصل الثالث
بداية الانعطاف التاريخي
سنة 1908م/1326هـ
إعلان المشروطية وماهيتها (1)
«المشروطية: مجلّى وتفسير لآيتي ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾(آل عمران:159).. ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾(الشورى:38) فهي المشورة الشرعية.. فقوة ذلك الوجود المنور هو الحق.. وحياته هي العدالة.. وقلبه هي المعرفة.. ولسانه هي المحبة.. وعقله هو القانون لا الشخص.. إن روح المشروطية أن تكون القوة في القانون، والأمر والنهي في يد الحق، والمرء خادماً..([2]) إذ المشروطية هي حاكمية الأمة، والحكومة ليست إلاّ خادمة. ولئن صدقت المشروطية فالقائمقام والوالي ليسا رؤساءَ بل خدّاماً مأجورين».([3])
[1]() المشروطية: هي إعلان النظام البرلماني في الدولة العثمانية، وبموجبه أصبحت الوزارة مسؤولة أمام البرلمان وليس أمام السلطان، كما أن صلاحية تشريع القوانين أصبحت من اختصاص البرلمان. وقد أعلن السلطـان عبد الحميد المشروطية مرتين، مرة عند بداية حكمه وهي المشروطية الأولى في 19/3/1877 ونظراً لاستغلال نواب الأقليات غير المسلمة لهذا المجلس ودفع الدولة العثمانية إلى حرب مهلكة مع روسيا في العام نفسه وارتباط هؤلاء النواب بالجمعيات السرية المسلحة وبالدول الأجنبية فقد حل السلطان هذا المجلس دون أن يلغيه، وفي 23/7/1908 أعاد المشروطية والدستور مرة أخرى فيما سمي بـ"المشروطية الثانية".
[2]() الصيقل الإسلامي، النص العربي 142 ط. أنقرة.
[3]() صيقل الإسلام، المناظرات.
