حول مؤلّف "تعليقات" في المنطق
إن هذه الرسالة الموسومة بـ"تعليقات" هي ما كتبه بديع الزمان سعيد الكردي من حواشٍ على كتاب "برهان كلنبوي"، ودوّنها أحبّ طلابه إليه والملازم له في الدرس الملا حبيب(*) فسجل هذه التقريرات من بديع الزمان على صورة حواشٍ وهوامش.. كان ذلك في سنة 1329هـ ثم اندلعت الحرب العالمية الأولى وذهب بديع الزمان والملا حبيب كواعظين مع فرقة "وان" إلى جبهة القتال في "أرضـروم"، وعادا معاً بعد عام وقد احتُلت "وان" من قبل الأرمن، فانسحبنا إلى قضـاء "كَوَاش" واستشهد الملا حبيب هناك، فحملت الرسالة التي خطها طوال سني الهجرات من مدينـة إلى أخرى ومن قصبة إلى أخرى حتى حللنا في مدينة "ملاطية" سنة 1940 ومن هناك مفتياً في قضاء "أورْكُوبْ".
كانت الرسالة أوراقاً متفرقة فجمّعتها وجلّدتها، على أمل أن يأتي زمان ويُبعث العلم والدين من جديد، ويظهر في الميدان أناس يقرؤون أمثال هذه الرسائل. وعندئذٍ يقدّر قدرها ويُعلم ما فيها من فكر عميق وذكاء نافذ.ولكن هيهات.. فلا ذاك الزمان يأتي، ولا أولئك القراء يظهرون. والسلام..
عبد المجيد 1951 ([1])
[1]() صيقل الإسلام، تعليقات.
