سنة 1913م/1331هـ
حادثة بتليس
«جاءني قبيل الحرب العالمية السابقة (الأولى) في مدينة "وان" بعض الأشخاص المتدينين والمتقين وقالوا لي:
هناك بعض القُواد تصدر منهم أعمال ضد الدين، فاشترك معنا لأننا سنعلن العصيان عليهم. قلت لهم:
إن تلك الأعمال اللادينية وتلك السيئات تعود إلى أمثال أولئك القواد، ولا يمكن أن نحمّل الجيش مسـؤوليتها، ففي هذا الجيش العثماني قد يوجد مائة ألف من أولياء اللّٰه. وأنا لا أستطيع أن امتشق سيفي ضد هذا الجيش، لذا لا أستطيع أن أشترك معكم.([2]) فتركني هؤلاء، وشهروا أسلحتهم، وكانت النتيجة حدوث واقعة "بتـليس" التي لم تحقق أي هدف. وبعد قليل اندلعت الحرب العالمية، واشترك ذلك الجيش في تلك الحرب تحت راية الدين ودخل حومة الجهاد، فارتقت منه مئات الآلاف من الشهداء إلى مرتبة الأولياء، فقد وقّعوا بدمائهم على شهادات الولاية. وكان هذا برهاناً وتصديقاً على صحة سلوكي وصواب تصرفي في تلك الدعوى».([3])
[1]() هي حادثة عصيان قامت بها العشائر القاطنون حوالي مدينة بتليس في حزبران سنة 1913 برئاسة الشيخ سـليم لامتعاضهم من تصرفات غير إسلامية صدرت عن عدد من الضباط فأعلنوا العصيان واحتلوا المدينة لمدة أسبوع، وكادت تشترك معهم أيضاً عشائر "بيت الشباب" لولا مسارعة الأستاذ النورسي إليهم وتهدئتهم وصرفهم عن العصيان. انظر: المثنوي العربي النوري، حباب، خطاب إلى مجلس الأمة.
[2]() وكان هذا مضمون جواب الأستاذ للعديد من رؤساء العشائر الذين كانوا يرومون القيام بالثورة ضد مصطفى كمال. وهو الجواب نفسه مع اختلاف بسيط في العبارات لدى استشارة حسين باشا له في ثورة الشيخ سعيد. وبهذا الجواب حقن دماء المسلمين.
[3]() الشعاعات، الشعاع الرابع عشر.
