ما كتبتُ إلاّ ما شاهدت

 

«إني قد ســـاقني القدر الإلهي إلى طريق عجيب، صادفتُ في سيري فيه مهالك ومصائب وأعداء هائلةً، فاضطربتُ، فالتجأت بعجزي إلى ربي.. فأخذت العنايةُ الأزلية بيدي، وعلّمني القرآنُ رشدي، وأغاثتني الرحمة فخلصتني من تلك المهالك. فبحمد اللّٰه صرتُ مظفراً في تلك المحاربات مع النفس والشيطان اللذين صارا وكيلين فضوليين لأنواع أهل الضلالات..

فأولاً ابتدأت المشاجرةُ بيننا في هذه الكلمات المباركة وهي:

سبحان اللّٰه، والحمد للّٰه، ولا إله إلاّ اللّٰه، واللّٰه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللّٰه.. فوقع تحت كلٍ من هذه الحصون الحصينة ثلاثون حرباً. فكلُّ جملة، بل كل قيد في هذه الرسالة نتيجة مظفريةٍ لحرب لم يبق للعدوّ في شئ منها مطمَع وأدنى ممسك.. فما كتبتُ إلاّ ما شاهدتُ.. بحيث لم يبق لنقيضه عندي إمكانٌ وهمي.. ([1])

وإنني أعترف وأنادي بأعلى صوتي: بأني عاجز، قاصر في الإفهام، لكن أقول تحديثاً بالنعمة وأداء للأمانة بأني لا أخدعكم، إنما أكتب ما أشاهد أو أتيقن عين اليقين أو علم اليقين». ([2])

 

 

[1]() المثنوي العربي النوري، قطرة من بحر التوحيد، إفادة المرام.

[2]() المثنوي العربي النوري، شمة، إفادة المرام.

 

Ekranı Genişlet