مسلك التفكر

 

«وعندما انقلب سعيد القديم إلى سعيد الجديد قبل ثلاثة وعشرين عاماً، سالكاً مسلك التفكر، بحثتُ عن سرّ «تفكرُ ساعةٍ خير من عبادة سنة». ([1]) وفي كل عام أو عامين كان ذلك السرّ يغيّر من شكله فينتج إما رسالة عربية أو رسالة تركية. وقد دامت تلك الحقيقة وهي تتلبّس الأشكال المختلفة ابتداء من رسالة "قطرة" العربية، وانتهاء إلى رسالة "الآية الكبرى"، حتى أخذت شكلها الدائمي في "الحزب النوري". ([2]) ومنذ عشرين عاماً، كلما تملّكني الضيق وأصاب الفكرَ والقلبَ إرهاقٌ، ولجأت إلى قراءة قسم من ذلك الحزب بتأمل، فإذا به يزيل ذلك الضيق والسآمة والإرهاق. وقد تكرر ألف مرة، ومع ذلك لم يترك أي أثر للملل والتعب -الناتجين عن الانشغال طوال خمس أو ست ساعات من الليل- بقراءة سُدس ذلك الحزب قبيل الفجر. نعم، إن هذه الحال تدوم حتى الآن». ([3])

 

[1]() العجلوني، كشف الخفاء، 1/371؛ ابن أبي شيبة، المصنف، 7/190؛ الإمام أحمد، الزهد، 1/139؛ البيهقي، شعب الإيمان، 1/136؛ أبو نعيم، حلية الأولياء، 1/209.

[2]() تأملات فكرية باللغة العربية على صورة مناجاة.

[3]() الملاحق، ملحق قسطموني.

 

Ekranı Genişlet