لا أعمل بالرؤيا
في أحد الأيام بعث أحد الإخوة من مدينة "دياربكر" برسالة إلى الأستاذ يكتب فيها ما رآه أحد الإخوة هناك من رؤيا صالحة.
فقد رأى فيما يرى النائم مجلساً يحضره الرسول العظيم r ومعه الخلفاء الراشدون رضي اللّٰه عنهم والشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس اللّٰه سره، فيدخل عليهم جبريل عليه السلام ويقول لهم: إن طبع الرسائل ونشرها والقيام بخدمة القرآن على هذه الشاكلة المعنوية قد انتهى دوره حيث جاء دور الجهاد المادي.
قرأنا الرسالة على الأستاذ، فطلب الأستاذ ورقاً وقلماً في الحال وأملى علينا هذا الجواب: إن ما رأيتموه من رؤيا يا أخي هو رؤيا مباركة ولكنها تحتاج إلى تأويل وتعبير وتفسير، فالجهاد المادي في الرؤيا هو الجهاد المعنوي في سبيل خدمة الإيمان، لأن الظهور على الأعداء والغلبة عليهم لا يقتصر على الجهاد المادي، فرؤياكم إشارة إلى انتصار البراهين الإيمانية المعنوية الساطعة على الكفر المطلق، فإياكم والتأويل المادي، والظن بأن الجهاد هو جهاد مادي فحسب، هذا فضلاً عن أنني لا أعمل بالرؤيا.([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص65.
