كيف كانت الرسائل تكتب؟
عندما كنا نذهب إلى الأخ الحافظ توفيق الشامي كان يرينا الأماكن التي ألف الأستاذ فيها الرسائل ويدلنا عليها. وفي إحدى زياراتنا له قال: أذكر لكم خاطرة من حياة الأستاذ وكيف كان يؤلف الرسائل:
"كنا نذهب مع الأستاذ للتجوال في المروج الخضر فيجلس هو في مكان مناسب وينظر إلى نقطة معينة، ويتكلم بصورة سريعة جداً. وأنا أكتب كل ما يقوله بسرعة أيضاً ويؤشر بيده إليّ ويقول: أكتب يا أخي.. وهو يركز نظره في نقطة معينة وبعد ذلك يقول: قف، قد انقطع..اذهبْ إلى طرد الذباب (عبارة ترمز إلى الذهاب للتدخين بعيداً عنه).
والحقيقة أنني كنت أدخن بكثرة. فأذهب إلى مكان بعيد عن الأستاذ وأجلس وراء صخرة فأدخن ثم أرجع إلى الأستاذ ونستمر بالكتابة أيضاً.
هنالك رسائل قد أُلفت خلال ساعة أو ساعتين. وايم اللّٰه لقد كنت أستنسخ الرسائل نفسها في البيت فلم أكن أنهيها لا في ساعة أو ساعتين ولا في يوم أو يومين بل أكثر".([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص69.
