مرض العصر
كان الأستاذ يتحدث في أغلب دروسه عن: الأخوة والإخلاص. فكان يشخّص مرض زماننا هذا بـ: الغرور والأنانية وحب النفس.
قال الأخ زبير يوماً: أستاذي الحبيب! إنني أكاد أرتعد من خوفي من الغرور والأنانية.
فأجابه الأستاذ: نعم، خف وارتعد من الغرور. ففي هذا الزمان -وهو زمان الغفلة عن اللّٰه- ترى أصحاب الأفكار المنحرفة عن الدين يجعلون كل شيء آلة ووسيلة لمصالحهم الخاصة، فتراهم يستخدمون الدين والعمل الأخروي وسيلة لمغانم دنيوية. ألا أن حقائق الإيمان والعمل لنشر رسائل النور.. هذا العمل المقدس لا يمكن أن يكون وسيلة لجر مغانم دنيوية قط، ولن تكون غايته سوى رضى اللّٰه سبحانه... بيد أن الاصطدامات التي تحدث جراء التيارات السياسية الضالة تجعل المحافظة على الإخلاص، والحيلولة دون جعل الدين وسيلة للدنيا عسيرة.. والحل الوحيد أمام هذه التيارات هو الاستناد إلى العناية الإلهية واستمداد القوة منها.([1])
[1]() ذكريات عن سعيد النورسي ص69.
