دأبه مع طلابه: الاستشارة وتقسيم الأعمال
لقد ضحى الأخ زبير بحياته كلها في سبيل خدمة الإيمان عن طريق نشر رسائل النور وخدمة الأستاذ، فلو كانوا يقطعونه إرباً إرباً لكان ينهض ويهب قائلاً: "رسائل النور.. رسائل النور".([1])
وإذا كان طريح الفراش من شدة المرض ويسمع أن الشرطة قد قدمت إليه، كان يقوم ويعتدل ولا يكاد يظهر عليه أثر المرض، لئلا يبدو الضعف منه أمامهم. ولو حصل أن كتبت مقالة في الصحف حول الإيمان والإسلام والشجاعة والفداء فهو أول من يتهم. وهو بدوره لا يتراجع ولا يتنازل أبداً عما قاله فيستمر في محاججتهم. كان الأخ زبير يطبق نفس ما يفعله الأستاذ، وكان الأستاذ يأتمنه على خدمته بل على أشغاله الخاصة وكثيراً ما كان يحوّل الموضوعات الاجتماعية والسياسية أولاً إلى الأخ زبير. أما الأخ صونغور فكان الأستاذ كثيراً ما يكلّفه بأمور المقابلات الضرورية مع رجال الدولة وتوجيه بعض الرسائل التي تمس الحياة الاجتماعية.
كان دأب الأستاذ دائماً أن يفتح باباً للعقل والتفكير لدى طلابه فلا يسلب الإرادة من الإنسان كلياً بل كان يشير إلى ما يأمر به إشارة فحسب. فكان ينادي "زبير" مثلاً ويستشيره: "هل نعمل كذا وكذا يا زبير؟"
فالأخ زبير ما كان يعمل شيئاً ولا يكتب أية رسالة إلا بأمر الأستاذ واستشارته. فقد كانت حياته كلها موقوفة لرسائل النور، فيقوم برسائل النور ويجلس برسائل النور وينام برسائل النور وهو مع رسائل النور لا يفارقها ساعة.
للّٰه دره من تلميذ مخلص متفان لا يجارى ولا يكاد يكون له مثيل في شرف هذه الخدمة العظيمة بين طلبة النور كلهم.([2])
[1]() حيث إن رسائل النور تفسير القرآن الكريم لهذا العصر.
[2]() ذكريات عن سعيد النورسي ص80.
