لكل عصر مجدده

في عام 1953 ذهبت لزيارة بديع الزمان في قونيا، وجلست عنده فسرّته زيارتي إليه وانشرح كثيراً لاستمراري في المدرسة الدينية وقال: "إني أعتبر هذه المدارس كالمدارس المباركة في العصور السابقة". ثم قال: "لو كان مولانا "جلال الدين الرومي" في هذا العصر لكتب رسائل النور ولو كنت أنا في ذلك العصر لكتبت "المثنوي".([1]) ذلك لأن خدمة الإيمان والقرآن في عصره كانت على ذلك النمط (أي بالمثنوي) وأما الآن فإن الخدمة على منهج رسائل النور.

ثم أفهمني بعلو شأن رسائل النور وكيف أن الخطط المرسومة ضد الإسلام من قبل الشيوعية والصهيونية قد دحضتها رسائل النور. ثم استمر بالقول: إن مجابهتهم والتصدي لهم أو حتى النقاش معهم لا يكون إلا بقراءة رسائل النور، فالرسالة الواحدة تقابل آلاف الخطط الخفية ضد الإسلام حيث إنها تخاطب جميع الطبقات ابتداءً من الأمي وانتهاء إلى الفيلسوف. فالحقائق التي فهمتموها من الأمثلة التي تسوقها رسائل النور تكفيكم. كالذي يدخل بستاناً مزدهراً بالتفاح يكفيه ما تصل إليه يده أما الذي لاتصل إليه يده فذلك من حصة طويلي القامة. فالذي لا يستوعب رسائل النور عليه ألاّ ييأس من عدم فهمها، فإنني أيضاً محتاج إلى رسائل النور مثلكم فكلما أقرأها مرة بعد مرة آخذ قسطاً من درسي وأفهم أكثر.([2])

 

[1]() الذي كتبه جلال الدين الرومي بالفارسية

[2]() ذكريات عن سعيد النورسي ص87.

Ekranı Genişlet