[زمان الجماعة]

باسمه سبحانه

﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بعدد عاشرات دقائق أيام الفراق.

إخوتي الأعزاء الأوفياء ويا رفقائي الأقوياء الفطنين في خدمة القرآن والإيمان!.

إن هذا الزمان، زمان الجماعة، فالأهمية والقيمة تكونان حسب الشخصية المعنوية للجماعة. ولا ينبغي أن تؤخذ بنظر الاعتبار ماهية الفرد المادية الفردية الفانية، ولا سيما شخص ضعيف مثلي الذي لا حول له ولا قوة، ومنحه أهمية تفوق قيمته ألف درجة، وتحميل كاهله ألوف الأرطال -وهو الذي لا يتحمل رطلا واحدا- سينسحق -بلا شك- تحت هذا الحمل.

ولله الحمد فإن رسائل النور قد أظهرت -حتى للعميان- بتجارب كثيرة وحوادث عديدة أنها معجزة قرآنية تستطيع أن تنوّر هذا العصر، بل العصر المقبل. فمهما بالَغتم في مدحها والثناء عليها فهي أهلٌ لها وحقيقٌ بها. إلاّ أن ما تُولونَه لي من اهتمام وحظ في هذا الأمر، لا أجد نفسي أهلا له، ولو واحدا من الألف. بل أجدني فخورا إلى الأبد باسم رسائل النور التي أوْلاها المنعم الكريم نعمةً عظمى بسعيكم الحثيث إلى الأعمال الجليلة واشتراككم الجاد مع طلابها النجباء.

لقد صدّق الشيخ الكيلانى والإمام الغزالي والإمام الرباني وأمثالهم من الأفذاذ، بشخصياتهم القوية وبخدماتهم الجليلة الحديثَ الوارد (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل)([1]) وبإرشاداتهم السديدة وبآثارهم القيمة. ولكون تلك العصور كانت -من جانب- عصور الجهابذة الفريدين، فقد بعث الرب الحكيم أمثالَ أولئك الأشخاص الفريدين النادرين والدهاة السامين، لإسعاف الأمة.

أما الآن فقد بعث المولى الكريم "رسائل النور" التي هي بحكم شخص معنوي، وبعث طلابها الذين هم -بسر التساند والترابط- بحكم الفرد الفريد، إلى هذا العصر، عصر الجماعة، المحاط بالظروف المعقدة والأوضاع الرهيبة، لأجل القيام بتلك المهمة الجليلة.

وبناء على هذا السر الدقيق فإن جنديا مثلي، لا وظيفة له إلاّ وظيفة الطليعة لدى مقام المشيرية المثقلة بالمهام الجسيمة.

تحياتى إلى إخوتي جميعا، ولا سيما الخواص، فأحييهم فردا فردا، ولأجلهم -وهم الأعزاء الميامين- أضم أقاربهم ومَن في قراهم ضمن دعواتي لأقاربي وأهل قريتي. هكذا أدعو لهم وأشركهم في مغانمي المعنوية.

 

([1]) المناوي، فيض القدير 4/384؛ علي القاري، المصنوع 123؛ العجلوني، كشف الخفاء 2/83.

Ekranı Genişlet