ما هي أهمية الإيمان للإنسان؟ 

The Details of the Question

 ما هي أهمية الإيمان للإنسان؟ 

الجواب

الأخ / الأخت العزيز,

الإيمان هو سبب وجود الإنسان. فقد خلقه الله ليؤمن به ويعبده. وعندما يلتزم الإنسان بهذا الهدف، فإنه يحقق سعادته الأبدية ويدخل الجنة. أما إذا خالف هذا الهدف، فسيكون مصيره الشقاء الأبدي في النار. الإيمان هو مفتاح الجنة ولا يمكن دخولها بدونه. ولهذا، يعتبر الإيمان وحمايته حتى آخر نفس من أعظم النعم التي ينبغي أن يحرص عليها الإنسان أكثر من أي شيء آخر في هذه الدنيا.  
بسبب هذه الأهمية البالغة للإيمان، أوصى النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:  
[ جددوا إيمانكم بقول لا إله إلا الله ]  
مما يلفت الانتباه إلى أهمية تجديد الإيمان وحمايته. قد يتساءل البعض: "هل هناك احتمال لضعف الإيمان أو فقدانه بحيث يتطلب التجديد المستمر؟"  
يجيب الاستاذ سعيد النورسي عن هذه النقطة بقوله:  
( إنَّ الإنسان لكونه يتجدد بشخصه وبعالَمه الذي يحيط به فهو بحاجة إلى تجديد إيمانه دائماً، لأنَّ الإنسان الفرد ما هو إلّا أفرادٌ عديدة، فهو فردٌ بعدد سني عمره، بل بعدد أيامه، بل بعدد ساعاته حيث إنَّ كل فرد يُعدّ شخصاً آخر، ذلك لأنَّ الفرد الواحد عندما يجري عليه الزمنُ يُصبح بحكم النموذج، يلبس كلَّ يوم شكل فرد جديد آخر.
ثم إنَّ الإنسان مثلما يتعدد ويتجدد هكذا. فإنَّ العالَم الذي يسكنه سيارٌ أيضاً لا يبقى على حال. فهو يمضي ويأتي غيرُه مكانه، فهو في تنوع دائم، فكل يوم يفتح بابُ عالم جديد.
فالإيمان نورٌ لحياة كل فرد من أفراد ذلك الشخص من جهة كما أنه ضياءٌ للعوالم التي يدخلها. وما «لا اله إلّا الله» إلّا مفتاحٌ يفتح ذلك النور.
ثم إنَّ الإنسان تتحكم فيه النفسُ والهوى والوهم والشيطان وتستغل غفلتَه وتحتال عليه لتضيق الخناق على إيمانه، حتى تسد عليه منافذَ النور الإيماني بنثر الشبهات والأوهام. فضلاً عن أنه لا يخلو عالم الإنسان من كلمات وأعمال منافية لظاهر الشريعة، بل تعد لدى قسم من الأئمة في درجة الكفر.
لذا فهناك حاجة إلى تجديد الإيمان في كل وقت، بل في كل ساعة، في كل يوم.)
2. الإيمان يمنح الإنسان الدعم الروحي والقوة اللازمة لمواجهة الحياة. الشخص المؤمن يكتسب من إيمانه القوة لمواجهة الصعاب، ويكون قادراً على التعامل مع الشدائد بطمأنينة وتفاؤل.  
النصر الذي حققه المسلمون في التاريخ دليل واضح على قوة الإيمان وأثره في تعزيز العزيمة. كما أن المؤمن، مهما كانت المصائب التي يواجهها، يقابلها بالرضا والصبر، مما يجعله أقوى وأثبت.  
أما غير المؤمن، فيميل إلى اليأس ويصبح أكثر عرضة للإحباط، وقد يلجأ إلى إنهاء حياته بسبب مصيبة بسيطة. هذا يظهر الفرق الكبير بين الإيمان وعدمه في تعزيز قوة الإنسان وقدرته على تحمل الشدائد.  
قال النبي صلى الله عليه وسلم:  
[ مَثَلُ المُؤْمِنِ كَمَثَلِ الزَّرْعِ لا تَزالُ الرِّيحُ تُمِيلُهُ، ولا يَزالُ المُؤْمِنُ يُصِيبُهُ البَلاءُ، ومَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الأرْزِ، لا تَهْتَزُّ حتَّى تَسْتَحْصِدَ ]
[ عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له]

أسئلة إسلامية

المؤلف:
أسئلة إسلامية
Subject Categories:
قرئت 2 مرات
لإضافة تعليق يرجى تسجيل الدخول أو إنشاء قيد جديد