الإنسان مسيّر أم مخيّر
هل الإنسان مسيّر أم مخيّر؟
أضافه في اثنين, 14/10/2024 - 14:00
الأخ / الأخت العزيز,
ان الله خلق الانسان وارسله الى هذه الدنيا حتى يختبره، وبناءً على أفعاله، سيحصل إما على مكافأة أو عقاب. ولكي يكون هناك مكافأة وعقاب، يجب أن يكون الإنسان حراً في أفعاله. فالله العادل قد أوضح للإنسان طريق الخير والشر، لكنه ترك له حرية الاختيار بينهما. يمكننا تأكيد ذلك بآيتين من القرآن الكريم:
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ} (يونس: 108)
{ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } (الكهف: 29)
كذلك فنحن نرى ان الإنسان لم يُجبر على اختيار طريق الخير أو الشر، بل أُعطي حرية الاختيار. وكل منا يعلم ذلك في داخله وأنه حر في تصرفاته، فهو يرفع يده عندما يريد رفعها، واذا أراد الذهاب إلى المسجد أو إلى ماكن أخرى ذهب بإرادته.
من يزعم ويقول أنه ارتكب خطيئة لأنه كان "مجبراً ومسيراً" أي لم يكن باردته، فهل له ان يتذكر نفس الحجة عندما يرتكب شخص آخر جريمة ضده؟
على سبيل المثال، إذا قال شخص أنه سَرَقَ لأن قدره كان كذلك، فهل اذا سُرِقَ بيته هل سيقبل هذه الحجة من السارق؟
أو هل سيقبل شخصٌ قُتل أحد أفراد أسرته حجة القاتل بأنه كان "مجبوراً" بفعل قدره؟
لو كان الإنسان مجبراً بالفعل على أفعاله، لكان ذلك يعارض مبدأ المسؤولية والعقاب على الخطأ، ولكان ارسال الرسل والانبياء بلا معنى.
و لو كان الإنسان مسيراً لما كان هناك داعٍ للتوبة ولما كان الله يدعو عباده للتوبة ولما كان يحذرهم من الوقوع في الشر.
ثم ان المسؤولية ترفع عن الانسان في حالة النسيان والجنون لانه غير قادر على التصرف بإرادته. وهذا يثبت أن الإنسان ليس محكوماً بالقدر، وإلا لما كان هناك داعِ لهذا الاستثناء.
وفي الختام ان الله رحيمٌ لا يظلم عباده، فمن يتهم الله بالظلم ويزعم أن أفعاله مكتوبة وانه مجبور على القيام بها، فإنه يحرم نفسه من رحمة الله.
أسئلة إسلامية