ما هي الإرادة الكلية
ما هي الإرادة الكلية؟
أضافه في ثلاثاء, 15/10/2024 - 14:27
الأخ / الأخت العزيز,
الإرادة الكلية هي الإرادة الإلهية التي تستطيع أن تريد عددًا لا يحصى من الأفعال في آنٍ واحد. أما الإرادة الجزئية، فهي إرادة الإنسان التي لا تستطيع أن تريد إلا شيئًا واحدًا في لحظة معينة ولا يمكنها أن تريد شيئين في نفس الوقت.
يقال إن جسم الإنسان يحتوي على حوالي مئة تريليون خلية، وكل خلية لها العديد من الوظائف. فكيف يمكن للإنسان أن يفسر كل هذه الأنشطة العديدة في جسده بينما هو لا يستطيع أن يريد شيئين في آنٍ واحد؟ هذا يعني أن الإنسان لا يملك السيطرة على نفسه. فهو عبد، وجسده يُدار ويُنظم بإرادة كلية.
فالعبد المؤمن المدرك للحقيقة ولم يغفل عنها يقول في نفسه "طالما أن أعضائي وخلايا جسمي ليست بلا هدف، فلا يمكن أن أكون انا ايضاً بلا هدف! كل الأمور التي تجري في داخلي تحمل الحكمة والفائدة. إذن، يجب علي أن أستخدم إرادتي بطريقة صحيحة وألا أسعى وراء أعمال فارغة لا تفيدني لا في دنياي ولا في آخرتي. طالما أن خلايا جسدي، والنجوم في السماء، وكل نظام في الكون يتحرك بإرادة كلية، فيجب علي أن أستخدم إرادتي الجزئية بما يتوافق مع تلك الإرادة الكلية. ينبغي علي ألا أقصر في واجب العبودية، وأداء عباداتي بشكل كامل."
ثم يعمم هذه الفكرة فيقول "كما أنني لا أستطيع التدخل في ما يجري في بدني، فإن الشجرة أيضًا ليست هي من تقوم بادارة المصنع الذي يعمل في داخلها، وتلك الآلية المنتظمة ليست بالمعرفة والقدرات الخاصة بها. فهناك حكمة، وقدرة، وعلم وراء برمجة شجرة لتنتج التفاح وأخرى لتنتج الليمون.
فكما انني لا أعلم شيئًا عن كريات الدم البيضاء والحمراء الموجودة في دمي، فالبحر كذلك لا يعرف عن الأسماك التي بداخله، ولا السماء تعرف نجومها.
وكما أنني لم أخلق شعري، فإن الأشجار أيضًا لا تلبس أوراقها بنفسها وكذلك كل شيء في هذا الكون من الغابات والنجوم وجميع المخلوقات ."
وبالتالي عندما ننظر إلى هذه الأعمال غير المتناهية التي تحدث في الكون، نرى بوضوح وجود إرادة كلية مطلقة.
فلنفكر في الأمر: كم هو عدد الأفعال المختلفة التي تحدث في هذا العالم في لحظة واحد!
في كل لحظة، من عالم الجراثيم والبكتيريا إلى كريات الدم الحمراء والبيضاء، من الحشرات إلى الطيور والإنسان، العديد من الكائنات الحية تموت وفي نفس الوقت تخلق اعداد جديدة وتدوم الحياة في هذا الكون.
وكذلك في نفس الوقت إن اعداد لا تحصى من الكائنات تصاب بالمرض، واعدادًا آخرى تشفى.
وهكذا الكثير من الأحوال المختلفة تجري في الكون في نفس اللحظة، وتكون في كثير من الأحيان متناقضة، لا يمكن أن تكون إلا بإرادة كلية،و تُظهر تجليات أسماء إلهية متنوعة.
فلابد للإنسان ان يتأمل في إرادته الجزئية ويقارنها بهذه الإرادة الكلية العظيمة، ليدرك ضعفه ونقصه، ويفكر في هذه الأفعال اللامتناهية بدهشة وإعجاب، ليكتمل إيمانه.
أسئلة إسلامية
- القدر الاضطراري والقدر الاختياري
- ما هي الإرادة الجزئية
- تأثير جينات الإنسان على إيمانه و كفره
- الحاجة إلى الإيمان فطرة
- غاية الروح
- حقيقة الروح ؟ ما هي الروح ؟
- حكمة إدخال الإيمان بالقضاء والقدر ضمن أركان الإيمان
- استعداد الاسلام للرقي المادي
- آراء علماء الإسلام وفلاسفة الغرب في الروح
- اثبات التوحيد الكلمة السابعة [ويميت]