[النساء في طريق النور]
إخوتى الأعزاء الأوفياء الأبطال الميامين!
أولا: إن كل أخ من إخواننا الخواص في هذا الشهر المبارك، شهر رمضان، بمثابة الملائكة المالكين لأربعين ألف لسان، أي له أربعون ألف لسان معنوي -أي بعدد الإخوة- وذلك بالدستور الأساس، وهو دستور الاشتراك في الأعمال الأخروية، لذا فإن ما يدعون أو ما سيدعون من دعوات في هذا الشهر المبارك، نرجو من رحمته تعالى أن يكون مقبولا بعدد تلك الألسنة. فهنيئا لكم شهركم هذا شهر رمضان الحامل لهذه الماهية الفاضلة.
ثانيا: كان المفروض أن يكون الجواب كتابا كاملا لرسائلكم في هذه المرة، تلك الرسائل المتعددة المؤثرة السارة الحاملة للبشارات، إلا أن ضيق الوقت حال دون ذلك فلا تتألموا من الجواب المقتضب...
فللّه الحمد ألف ألف مرة، إن الأمهات المباركات في تلك القرية وسيداتها -قرية ساو([1])- قد عرفن رسائل النور ويقدرنها حق قدرها. فلقد أبكتني -وأبكتنا جميعا- بكاءَ فرح وسرور التضحيةُ التي بذلتها أولئك السيدات العزيزات أخواتي في الآخرة المخلصات في نشر رسائل النور.
من المعلوم أن أهم أساس في مسلك رسائل النور هو الشفقة. وحيث إن السيدات هن معدن الشفقة ومنبعها، فقد كنت انتظر -منذ مدة- أن تُفهم ماهية رسائل النور في عالم النساء، والحمد لله فإن السيدات هنا وحوالينا يعملن عملا جادا وبشوق وفعالية أكثر من الرجال، فأظـهرن أنهن حقا أخواتٌ مباركات في قرية ساو. فهذان الأمران الظاهران فأل حسن في أن رسائل النور ستسطع وتنور وتفتح قلوب أولئك السيدات معادن الشفقة.
ثم إن الرعاة الشجعان لقرية ساو الذين ينقلون في جعبهم رسائل النور ليستكتبوها، قد أبدوا تضحية وبسالة كأولئك السيدات هناك. مما يثير الهمم ويبث الشوق في هذه المناطق أيضا.
إننا نرغب في معرفة أسماء أولئك السيدات والرعاة كي يدخلوا بأسمائهم الخاصة ضمن الطلاب الخواص...
([1]) قرية ساو: قرية قريبة من منفى الأستاذ النورسى "بارلا". وأهالي هذه القرية شيباً وشباباً رجالاً ونساءً خدموا الإيمان عن طريق نشر رسائل النور واستنساخها.
