أولاها: [مقابلة الذنوب المهاجمة]
تنبيه يحمل بشرى وردت من خاطرة يائسة، حيث ورد على خاطري في هذه الأيام ما يأتي:
إن الذي يختلط بالحياة الاجتماعية، ما إن يمس شيئا إلاّ ويجابَه بالآثام والذنوب في أغلب الأحوال. فالذنوب تحيط بالإنسان من كل جهة. تُرى كيف تقابِل العبادةُ الخاصة للإنسان وتقواه الخاصة هذه الذنوبَ جميعَها؟ تأملتُ في هذا التفكير اليائس، حيث تذكرت أوضاع طلاب رسائل النور المندمجين في الحياة الاجتماعية، وفكرت في الوقت نفسه في إشاراتٍ قرآنية وبشارات الإمام علي والشيخ الكيلاني حول نجاة طلاب رسائل النور وكونهم من أهل السعادة.
فقلت في قلبي: كيف يقابل طالبُ النور بلسان واحد هجمات ذنوبٍ تَرد من ألف جهة، وكيف يتغلب عليها، وكيف ينجو منها؟ فأخذتني الحيرة. فخطر على قلبي تجاه هذه الحيرة ما يأتي:
إنه حسب الدستور الأساس الجاري بين طلاب رسائل النور الحقيقيين الصادقين، وهو الاشتراك في الأعمال الأخروية، وبسر التساند والترابط الخالص، فإن كل طالب خالصٍ صادقٍ لا يتعبد بلسان واحد بل بعدد ألسنة إخوانه جميعا، فيستغفر ربه بعدد تلك الألسنة، ويقابل الذنوبَ المهاجمة من ألف جهةٍ بألوف ألوفٍ من الألسنة المستغفِرة العابدة.
إن طالبا خالصا حقيقيا متقيا، يعبد ربه بأربعين ألف من ألسنة إخوته -كالملائكة المسبّحة بأربعين ألف لسان- سيكون أهلا للنجاة بإذن الله، ويكون من أهل السعادة بفضل الله ويصبح مالكا لعبادة رفيعة كلية بالوفاء الخالص حسب درجته وبالعمل الجاد ضمن دائرة رسائل النور وبالتزام التقوى واجتناب الكبائر.
فلأجل ألاّ يُفوَّت هذا الربح العظيم ينبغي السعي الحثيث في التقوى والإخلاص والوفاء.
