[مسلم غير مؤمن ومؤمن غير مسلم]

27حزيران 1934 الأربعاء

باسمه

﴿وَإنْ مِنْ شَيءٍ إلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أخي العزيز المستفسر والمغالي في البحث والتحري، السيد رأفت!

إن ذكاءك الفائق وملاحظتك الدقيقة يدفعاننى إلى أن أجيب باختصار عن أكثر أسئلتكم، فلا تتألم، رغم أني أريد محاورتك إلاّ أن الوقت لا يسمح.

إن معنى مسلم غير مؤمن ومؤمن غير مسلم هو الآتي:

كنت أرى -في بداية عهد الحرية([1])- ملحدين داخلين ضمن الاتحاديين يقولون: إن في الإسلام والشريعة المحمدية دساتير قيمة شاملة نافعة جداً وجديرة بالتطبيق للمجتمع البشري ولاسيما للسياسة العثمانية. فكانوا ينحازون إلى الشريعة المحمدية بكل ما لديهم من قوة، فهم من هذه النقطة مسلمون، أي يلتزمون الحق ويوالونه، مع أنهم غير مؤمنين، بمعنى أنهم أهل لأن يدعَوا: "مسلمون غير مؤمنين".

أما الآن فهناك مَن يعتقد بنفسه الإيمان، فيؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر، إلاّ أنه يوالى التيارات المناهضة للشريعة والموافقة للأجانب، تحت اسم المدنية. ولما كان لا يلتزم بقوانين الشريعة الأحمدية التي هي الحق والحقيقة ولا يواليها موالاة حقيقية، فيكون إذن مؤمناً غير مسلم. ويصح القول: كما أن الإسلام بلا إيمان لا يكون سبباً للنجاة كذلك الإيمان بلا إسلام -على علم- لا يصمد ولا يمنح النجاة.

 سؤالكم الثاني: الأجل المبرم والمعلق، فهو بتعبير آخر: الأجل المسمى وأجل القضاء، كما تعلمون.

الباقي هو الباقي

أخوكم

سعيد النورسي

 

([1]) وهو عهد الإعلان الثاني للدستور، أي المشروطية الثانية وتم ذلك في سنة 1908 من قبل السلطان عبد الحميد الثاني.

Ekranı Genişlet