[وظيفة المنتسب إلى رسائل النور]

حادثة تبين كرامة من كرامات رسائل النور لدى استنساخها حوالينا:

طالب للنور وهو شيخ وقور جادّ في عمله، كان يكتب رسالة "الشيوخ". ولما بلغ أواخر الرجاء الحادي عشر، ولدى ذكر وفاة المرحوم "عبد الرحمن" كتب قلمه "لا اله إلاّ هو" ونطق لسانه "لا اله إلاّ الله " فختم صحيفة حياته بالحسنى، مصدّقا البشارة الإشارية القرآنية بأن طلاب النور تُختم حياتهم بالحسنى ويدخلون القبر بالإيمان. رحمة الله عليه رحمة واسعة.

تنبيه مهم لإخوتي في الآخرة:

يضم هذا التنبيه مادتين:

أولاها: أن أهم وظيفة للمنتسب إلى رسائل النور، كتابتها، ودعوة الآخرين إلى كتابتها، وتعزيز انتشارها؛ فالذي يكتبها أو يستكتبها، يكسب عنوان طالب رسائل النور، فيغنم بهذا العنوان حظًا من مكتسباتي المعنوية، ومن دعواتي الخيرة وتضرعاتي التي أدعوها كل أربع وعشرين ساعة بمائة مرة بل تزيد أحياناً. فضلاً عن ذلك يكسب حظاً من مكتسبات معنوية لألوف من إخواني البررة ومن دعواتهم الطيبة التي يدعون الله بها.

وعلاوة على ذلك فإنه بكتابته الرسائل التي هي بمثابة أربعة أنواع من عبادة مقبولة يكسبها بأربعة وجوه.. إذ يقوّي إيمانَه.. ويسعى لإنقاذ إيمان غيره من المهالك.. وينال التفكر الإيماني الذي يكون بمثابة عبادة سنة أحياناً كما ورد في الأثر ويدفع غيره إلى هذا التفكر.. ويشترك في حسنات أستاذه الذي لا يجيد الخط ويقاسي من الأوضاع الشديدة ما يقاسي بمعاونته له.. نعم، يستطيع أن يكسب أمثال هذه الفوائد الجليلة.

إني أقسم بالله أن الذي يكتب رسالة صغيرة لنفسه عن فهمٍ، فكأنما يقدم هدية عظيمة لي. بل كل صحيفة منها تجعلني في امتنان، كما لو تهدى إليّ أوقية من السكر.

المادة الثانية:

وا أسفا، إن أعداء رسائل النور من الجن والإنس المارقين الذين لا يؤمنون ولا يؤمَنون يحاولون أن ينـزلوا ضرباتهم الخبيثة الشيطانية بدسائس خفية جدا ووسائل متسترة، لعجزهم عن صدّ قلاع رسائل النور المتينة كالفولاذ وحججها القوية قوة السيوف الألماسية، وذلك لتثبيط همم الكتّاب والمستنسخين من حيث لا يشعرون وبثّ الفتور في هممهم وحملهم على التخلي عن الكتابة. والكتّاب قليلون جدا -ولاسيما هنا- مع شدة الحاجة إليهم، وشدة مراقبة الأعداء المتربصين. ولما كان قسم من الطلاب لا يستطيعون الصمود، فإنهم يُحرِمون -إلى حد ما- هذه البلدة من تلك الأنوار.

فمن يرغب في محاورتى ومجالستي ومقابلتي في مشرب الحقيقة ما إن يفتح أية رسالة كانت، فإنه لا يقابلني بل يقابل أستاذه الخادم للقرآن. ويستطيع أن يتلقى بذوق خالص درسا في حقائق الإيمان

Ekranı Genişlet