رزق طالب العلم
«لقد اقتنعت قناعة تامة بعد حوالي ألف من التجارب أنني في اليوم الذي أكون في خدمة رسائل النور أشعر بانكشاف وانبساطٍ وفرح وبركة في قلبي وفي بدني وفي دماغي وفي معيشتي حسب درجة تلك الخدمة. وقد شعرت من إخوتي الكثيرين -سواءً هنا أم هناك- الحالة نفسها ومازلت أشعر بها، وكثيرون يعترفون قائلين: "إننا نشعر بها أيضاً". حتى إنني أعتقد -كما كتبته لكم في السنة الماضية- أن السر في عيشي الكفاف وما يقيم الأود قد كان من تلك البركة.
وقد روي عن الإمام الشافعي رضي اللّٰه عنه أنه قال: "أنا ضامن رزق طالب العلم الخالص؛ لأن في رزقه بركة وسعة".
ولما كانت هذه هي الحقيقة وأن طلاب رسائل النور قد أظهروا الأهلية التامة لعنوان "طالب العلم" في هذا الزمان، فلا ينبغي التخلي عن خدمة رسائل النور تجاه هذا القحط والجوع المنتشر، مع إدراك أن أفضل علاج لهذا هو الشكر والقناعة والارتباط بصفة الطالب لرسائل النور، وعدم ترك الخدمة بحجة الضرورة لهاثاً وراء متطلبات العيش».([1])
[1]() الملاحق، ملحق قسطموني.
