التفسير نوعان

 

«إخوتي الأعزاء الصديقين!

أولاً: ربما كان عدد منا يسافر لأداء فريضة الحج في هذه السنة لو كان السفر إليه حراً مسموحاً به.([1]) نسأل اللّٰه تعالى أن يقبل نياتنا هذه وكأننا سافرنا إلى الحج فعلاً، ويمنح خدمتنا الإيمانية والنورية ثواباً عظيماً كثواب الحج ونحن نعاني هذه الأحوال المليئة بالمضايقات والمشقات.

ثانياً: إن رسائل النور تفسير قيم وحقيقي للقرآن الكريم. لقد كررنا هذا الكلام. وخطر الآن للقلب بيان حقيقته وذلك لعدم وضوح معناه الحقيقي:

التفسير نوعان:

الأول: التفاسير المعروفة التي تبين وتوضح وتثبت معاني عبارات القرآن الكريم وجمله وكلماته.

القسم الثاني من التفسير: هو إيضاح وبيان وإثبات الحقائق الإيمانية للقرآن الكريم، إثباتاً مدعماً بالحجج الرصينة والبراهين الواضحة. ولهذا القسم أهمية كبيرة جداً.

أما التفاسير المعروفة والمتداولة فإنها تتناول هذا النوع الأخير من التفسير تناولاً مجملاً أحياناً. إلاّ أن رسائل النور اتخذت هذا القسم أساساً لها مباشرة. فهي تفسير معنوي للقرآن الكريم بحيث تلزم أعتى الفلاسفة وتسكتهم».([2])

 

[1]() سمح بالسفر إلى الحج لأول مرة في تركيا في سنة 1947.

[2]() الشعاعات، الشعاع الرابع عشر.

Ekranı Genişlet